التخطي إلى المحتوى الرئيسي

عنابة تحت رحمة اللصوص والشواذ

تحوّل وسط عنابة من ''الكور''، بهندسته الفريدة، إلى سيدي سالم الحي القصديري، الذي أراده الكثير من الشباب نقطة انطلاق نحو جنة الشمال عند الشواطئ الجنوبية لإيطاليا·· ومن هنا تبدأ حكاية واحدة من أجمل مدن البحر الأبيض المتوسط، وهي تعيش حالة موت مبرمج·

ساحة الثورة المعروفة شعبيا بـ"الكور"، قلب مدينة عنابة



روبورتاج: الخير شوار
رغم مرور سنين طويلة على تغيير تسميته إلى ساحة الثورة، إلا أن ''العنانبة'' وكل زائريه لا يتكلمون عنه إلا باسمه الأصلي، ''الكور''، الذي لا يشبهه في الجمال والتصميم إلا شارع الحبيب بورقيبة المتمادي في عرضه، ويقول العارفون إن المهندس نفسه هو الذي صمّم الشارعين·
''الكور'' يبدأ من محطة القطار وينتهي عند الكنيسة القديمة، قرب ثانوية بيار وماري كوري· وقد أزيلت تلك الكنيسة العتيقة من الوجود وتم تحويلها إلى بناية عصرية يمر من تحتها طريق يؤدي إلى أحياء أخرى· ولئن كان ''توأم الكور'' شارع بورقيبة يحافظ على حيويته، فإن ''الكور'' العنابي رغم جماله الظاهر وأشجاره العتيقة التي تجاوز عمرها القرن من الزمن، تتمنى الأسر العنابية أن تستغله لكنها لا تقوى على ذلك وقد احتل من قبل المتشردين والمجانين والمجرمين في كل حين· ويحدث هذا -حسب بعض العنانبة - غير بعيد عن مقر بلدية عنابة المركزية، حيث يحتل المثليون الجنسيون من الذكور حيزا كبيرا، وتجلس بائعات الهوى في مكان معلوم وسط ''الكور'' ينتظرن فرصة لاصطياد زبون محتمل·

روح يا ''الكور''·· روح بالسلامة
يبقى المسرح العتيق، الذي يحمل اسم الفنان الراحل عز الدين مجوبي، يصارع الزمن ويحاول أن يقدم مادة فنية، لكنه محاصر من كل جانب· والغريب في الأمر أنك لا تستطيع في الأوقات العادية أن تدخل مبنى المسرح إلا بصعوبة بالغة، فالمدرج المؤدي إليه محتل من الصباح إلى المساء من قبل مجموعة كبيرة من النساء من مختلف الأعمار، بحيث أصبح ذلك المكان بمثابة ناد لنوع خاص من النساء: من الفتاة الصغيرة إلى المرأة الكبيرة، بعضهن مطلقات وبعضهن نصف مجنونات، والكثير منهن يردن الهرب من البيت والعيش بعض الوقت بعيدا عن أي سلطة· ومع الخطر الذي ينجم عن جلوسهن وسط ''الكور'' احتمين قريبا جدا من ذلك بمبنى المسرح، دون أن يجرؤ أي مسؤول على طردهن، وكأنهن يعشن وقائع مسرحية عبثية لم يكتبها بيكيت، ينتظرن فرجا لن يأتي، وتحاول إحدى العجائز التي سمعت أحدهم يصفهن بالمجنونات، الدفاع عن نفسها وعن غيرها من النساء بالقول: إنها امرأة محترمة جدا من مدينة عنابة تجد رغبة كبيرة في الجلوس أمام ذلك المبنى الذي شيّد زمن الاحتلال الفرنسي وتقول: ''يكثّر خير فرانسا'' التي تركت لهن ذلك المبنى وتنزل شتما في المثقفين والفنانين وتقول: ''ماذا قدم هؤلاء الفنانون للمسرح؟ إنهم ينهبون المال العام دون أن يقدموا شيئا؟''· لكن ما لم تقله تلك العجوز وقاله غيرها: إن الكثير من جليساتها يقعن فريسة لـ ''زواج افتراضي'' تكون نتائجه وخيمة· ففي العادة يأتي بعض الأشخاص ويقدم كمية من المال لا تتجاوز الألف أو الألفين دينار، على أكثر تقدير، وتلعب تلك العجوز دور الأم أو القريبة وتذهب لتخطب لـ ''ولدها الافتراضي'' إحدى البنات التي وقع الاختيار عليها· وهكذا تجد الفتاة نفسها ضحية احتيال أحد أطرافه عجوز ''مستأجرة''· وفي العادة تنتهي الحكاية باختفاء الخطيب المفترض بعد أن يقضي وطره وكثيرا ما يترك ولدا في أحشاء ضحيته·
ويتأسف سكان وسط مدينة عنابة على مآل ''الكور'' وكيف أن أجدادهم كانوا محرومين منه زمن الاحتلال الفرنسي وكان خاصا بالمعمّرين الأرستقراطيين، وقد ''ورثه'' الآن اللصوص وشذاذ الآفاق·

فندق المشرق في حالة ''غروب''
ومقابل مسرح عز الدين مجوبي الجهوي، تختفي ذكرى ''فندق المشرق'' الذي كان أقدم فنادق مدينة عنابة، معماره الكولونيالي المميز، وقيل إن ذلك الفندق العريق سبق للفيلسوف كارل ماركس أن زاره في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي وأقام فيه مدة من الزمن، وقد زار في السياق الزمني نفسه مدينة الجزائر بحثا عن علاج من مرض مزمن، وقيل إن مناخ الجزائر يساعده في تجاوز مرضه· كما أقام في الفندق نفسه مشاهير آخرون منهم المطرب الراحل عبد الحليم حافظ والممثلة الشهيرة ''شادية''، لكن ذلك الفندق، وإن لم يتم تهديمه بالكامل ومازال يحمل لافتته القديمة، فقد الكثير من جماليات مظهره الخارجي، والإسمنت الأزرق أصبح ينافس الحجر العتيق على واجهته والورشة مازالت مفتوحة من أجل ''إعادة تهيئته''، كما قيل، لكن الأمر هذا مستمر من مدة طويلة جدا ولا أمل في الأفق في انتهاء تلك الأشغال، وهكذا تنتهي أسطورة ذلك المعلم التاريخي والعمراني بهذه الطريقة، وبدأ محنة هذا الفندق الذي كان عموميا منذ السنوات الأولى للاستقلال، عندما تمت خوصصته وتنازلت السلطات عنه في إطار خوصصة الكثير من المؤسسات العمومية، ولم يهضم عماله السابقون هذا القرار وقاموا بسلسلة من الاعتصامات من أجل إنقاذه لكن مجهوداتهم باءت بالفشل، وتحوّل في بعض المناسبات الانتخابية إلى أحد مقرات الحملة، وبعدها أغلق أبوابه بشكل كامل، قيل إن الأشغال جارية به من أجل فتحه من جديد، لكن لا يوجد أي مؤشر يدل على ذلك، وبهذا يختفي أحد رموز مدينة عنابة ويختفي أحد أركان ''الكور'' الذي أصبح الموت يحاصره من كل جانب· وغير بعيد عن ذلك تتجمع بعض بائعات الهوى تحت الأشجار العتيقة بالقرب من مقر البلدية، ولا يكاد المرء في وضح النهار يمشي دون أن يحترس لأن ضاربي الجيوب وخاطفي الهواتف النقالة ينشطون في كل وقت، حتى قال أحدهم ساخرا إن المقولة التي اشتهرت بها عنابة ''جيت من عنابة وجبتيش المايو'' تغيرت إلى ''جيت من عنابة وجبتيش معك البورتابل''· فالكثير من الزائرين لعنابة تركوا هواتفهم النقالة هناك، وسكان المدينة أنفسهم كثيرا ما فقدوا أجهزة اتصالاتهم هناك، ويتساوى في الأمر المواطن البسيط بالمسؤول الكبير، ومازال السكان هناك يذكرون ما حدث للأمين العام للولاية نفسه الذي كان أحد ضحايا اللصوص، وحتى وكيل الجمهورية قيل إن بعض اللصوص خطفوا هاتفه النقال من عدة أشهر واعتدوا عليه عندما أوقف سياراته على حافة ''الكور''، وهمّ بالذهاب إلى كشك قريب من هناك ليفاجأ بمجموعة من الشباب اعتدوا عليه جسديا واضطر للدخول إلى عيادة خاصة حتى يستعيد صحته·

عندما يخاف رجال الأمن على أنفسهم
ارتفعت الجريمة إلى مستويات قياسية، والأسبوع الماضي فقط شهد أرفع عمليات جرائم قتل في أحياء متفرقة من المدينة ولأسباب مختلفة، منها أحياء رفاس والجسر الأبيض على الشاطئ، وحي لاكولون الشعبي، وتزداد حدة تلك الجرائم مع مرور الزمن ومع الحصار البحري المضروب على مشاريع ''الحرافة'' عند سيدي سالم والسيبوس وغيرها من الأحياء الفقيرة التي أصبحت تشكّل أكبر البؤر على الإطلاق للحرفة نحو الضفة الأخرى، وازداد الأمر سوءا في المرحلة الأخيرة مع حالة الحصار المضروبة على تجار الأرصفة في الحي التجاري القريب من ''الكور''، الذي جاء في أعقاب حالة الحصار والموت التي أصبح يعاني منها التجار الشرعيون الذين وجدوا أنفسهم أسرى محلاتهم ولا أحد يزورهم، وقد احتل تجار الأرصفة المكان وحتى بعض مداخل المحلات، وازداد الأمر سوءا إذا علمت أن المكان الذي يحتله تجار الأرصفة هو نفسه مرتع اللصوص وبعضهم -كما قيل- تاجر في كل شيء ولص في الوقت نفسه، وأصبح يشكل عبئا أمنيا كبيرا على المدينة، وأصبح رجال الأمن يخافون على أنفسهم في هذا المكان خاصة بعد حملة مكافحة تجارة الأرصفة·

سيدي سالم·· الله العالم
وتذكر حالة الحصار على تجار الأرصفة في الحي التجاري لمدينة عنابة بما حدث قبل سنوات، عندما أعلن أحد الولاة السابقين حملة مماثلة، ووجد الكثير من التجار الفوضويين من الشباب أنفسهم بطالين، وكان ذلك سنة 2007، ومن هنا تم تسجيل أول حالة ''حرفة'' عن طريق قارب صغير انطلاقا من الشاطئ المحاذي لحي سيدي سالم الشعبي الذي أسسه الاحتلال الفرنسي كـ ''غيتو''، وتحوّل بعد الاستقلال إلى واحد من أكبر وأشهر الأحياء القصديرية في الجزائر، ولم يتم التخلص منه لحد الآن ومازال سكانه يحتجون بطرق مختلفة لحد الآن وسبق لهم وأن احتلوا مقر البلدية في السنة الماضية، ومازال الناس هناك يرددون العبارة الشهيرة ''سيدي سالم·· الله العالم''، فالله وحده يعلم حجم المعاناة التي يعيشها سكانه، ومن هناك انطلق أول حرّاق بالمفهوم الجديد للحرفة سنة 2007 باستعمال قارب صغيرة، مدشنا بذلك مفهوما جديدا للحرفة اشتهر بعد ذلك وكانت ''الحرفة'' السابقة تتم عن طريق التسلل إلى بواخر السلع خلسة، ومنذ ذلك التاريخ قطع آلاف الشباب من الجنسين البحر نحو الشواطئ الجنوبية لإيطاليا· ويقع حي سيدي سالم في ضاحية مدينة عنابة، وهو تابع إداريا لبلدية البوني، ولكي تذهب إليه انطلاقا من وسط المدينة عليك أن تمر بمطار رابح بيطاط الدولي، وهو يحاذي حي السيبوس على شاطئ البحر وينافسه في ''تصدير'' الشباب على شكل حرافة، ومن هناك رحل الآلاف من البطالين والمهمّشين وبعضهم أصحاب شهادات كبيرة لم يجدوا فرصتهم في بلدهم ورأوا أنهم لن يخسروا شيئا إذا ما غامروا صوب الشمال على متن قارب، وقد خسر الكثير منهم حياتهم عندما انقلب القارب الصغير ووجدوا أنفسهم ولائم لأسماك البحر الأبيض المتوسط، ونجا الكثير منهم وتمكن من العبور إلى الشواطئ الجنوبية لإيطاليا، لكن بعضهم اعتقل هناك وعاش فصولا أخرى من المأساة التي بدأت هنا في عنابة· ورغم أن حي سيدي سالم محاصر بحريا بشكل كبير من قبل أمن السواحل، إلا أن الحرفة محاولات متواصلة بين الحين والآخر على متن قوارب صغيرة تصنع في ورشات سرية في مناطق مختلفة وكثيرا ما تم التوصل إلى بعض تلك الورشات والقبض على أصحابها، لأن الأمر لم يعالج الظاهرة من الأساس، ويبقى الأمر خطيرا مع البطالة المتزايدة وحالة الحصار على تجار الأرصفة دون تقديم بدائل كان من نتائجها الفورية انتشار ظاهرة السرقة والاعتداءات من أجل الحصول على المال أو أي شيء ثمين··

يا عنابة روحــي بالسلامـــــــة
ليست مدينة عنابة بدعا من سائر المدن الجزائرية وما آلت إليه بعد الاستقلال· لم يكن ممكنا أن تتوسع المدينة الكولونيالية تماما على الطريقة التي تصورها بها الكولون· لقد توسعت المدينة توسعا ألغى الطبيعة العنصرية للمدن الكولونيالية، ولكنه توسع أقل ما يقال عنه أنه فوضوي ساهم مساهمة كبيرة في إغراق المدينة في مشاكل لا حصر لها·
ومن النافلة أن يقال إن النسيج العمراني لمدينة عنابة، كما هو عليه الآن، حوّلها من مدينة جميلة ومنظمة إلى مدينة غير جميلة وغير منظمة، ولا يمكنك وصفها بالجميلة إلا بكثير من التجوز، أو أن تعتمد على خيالك وما تعرفه عن تاريخ هذه المدينة· كانت تنافس مدن الكوت دازير بهاء إلى حدود السبعينيات من القرن الماضي، وكانت إحدى المدن المثال في منطقة المغرب العربي، وكان جمال المدينة ينعكس على سلوك العنابيين في كل مظهر من مظاهر حياتهم· كانت العائلة العنابية برجالها ونسائها تملأ الساحات العامة وحتى الشواطئ بطريقة لا مثيل لمرحها في كل مناطق الجزائر· وكان من أجمل ما يمكن للسائح أن يراه في عنابة هو صورة النسوة، والمتقدمات منهم في السن بالخصوص، وهن يعقدن مجالس لتجاذب أطراف الحديث في ساحات المدينة المعروفة وعلى شواطئ السانكلو وراس الحمرا وعين اعشير··· الخ· الذي يعرف عنابة اليوم مستعينا بشيء من الخيال، يلاحظ من ذلك آثارا بعيدة·
ولكن الفرق واضح الآن بين عنابة وما يقابلها في الضفة الأخرى من البحر المتوسط، بل والفرق واضح حتى بينها وبين المدن المغاربية التي هي في حجمها وفي أهميتها العمرانية والسياحية والاستراتيجية·
ولا تختلف عنابة اليوم عن عدد كبير من المدن الجزائرية في انعكاس التسيير الكارثي للمدينة في ارتفاع معدلات الجريمة بمختلف أنواعها· وتمثل ظاهرة ''الحرفة'' أحد أكبر ما تتميز به مدينة عنابة منذ بداية استفحالها، إلى درجة أنه يصح بحق وصفها بعاصمة الهجرة السرية إلى الشمال عن طريق البحر بين سائر مدن الضفة الجنوبية· وليس كونها مدينة ساحلية هو السبب، فالمدن الجزائرية المطلة على البحر لا حصر لها، وإنما لأن التطور العشوائي للمدينة هو الذي جعلها كذلك·
ملاحظة: أنجز هذا الروبورتاج خريف 2010

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لعنة كريستوف كلومب التي أصابت أجيال الجزائريين: كشف الغمّة في تاريخ الشمّة

لم يكن الرحالة المستكشف كريستوف كلومب، وهو يبحث عن طريق غربية نحو الهند، أن اسمه سيرتبط إلى الأبد بأمريكا (العالم الجديد)، وبالتبغ وبـ ''الشمة'' أيضا التي غزت الجزائر منذ قرون، ومازالت تسيطر على عقول الناس عندنا، مثلما سيطر ''القات'' ويسيطر على عقول اليمنيين · عندما اكتشف الرحالة الإسباني من أصل إيطالي كريسوف كلومب القارة الأمريكية، اكتشف معها مادة التبغ التي كان يُعتقد بأنها دواء شافي لبعض الأمراض، ومع بدايات القرن السادس عشر الميلادي بدأت تنتشر عادة استهلاك هذه المادة في شكل سجائر انطلاقا من إسبانيا والبرتغال قبل أن تكتسح السيجارة العالم وتعود من جديد إلى بلد الهنود الحمر في شكلها الجديد· وغير بعيد عن إسبانيا انتشرت في الضفة الجنوبية للمتوسط عادة من نوع آخر·· التبغ لا يحرق في سجل سجائر وإنما تعاد معالجته إضافة إلى مواد أخرى ليوضع في الفم ويسمى ''الشمة''، أو يسحق تماما ليشم على طريقة الكوكايين والهيروين ويسمى في هذه الحالة ''النفة''، ولئن كانت النفة محصورة إلى حد ما لدى فئة محدودة من الناس، فإن شقيقتها الشمة كثير

زوكربيرغ و"الربعة دورو أنتاع الكبش"

الخير شوار لا يملّ الكثير من الجزائريين من مرتادي شبكات التواصل الاجتماعي من إعادة نسخ صورهم القديمة التي تعود إلى زمن الأبيض والأسود وإعادة نشرها من جديد، مثلما "يبدعون" في نشر كل ما له علاقة بطفولتهم أو ماضيهم البعيد نسبيا، من علب حليب "لحظة"، وعلب السجائر مثل "الأفراز" و"الصافي" و"النسيم"، وعلبة "الهقار" التي تمثل جماعة من التوارق جالسين وأحدهم واقف، التي تذكّر بنكتة مفادها أن أحدهم قال إنه لن يقلع عن التدخين حتى يجلس ذلك "التارقي الواقف"، حتى الأوراق والقطع النقدية على غرار ورقة الخمس دنانير "أنتاع الثعلب" وورقة العشر دنانير الكبير، أو حتى ورقة الخمسمائة دينار التي سُحبت بشكل مفاجئ من التداول سنة 1982 وكشفت حينها عن متسولين وفقراء يمتلكون الأكياس منها. ولا يتردد البعض في نشر روابط من اليوتيوب تمثل مسلسلات ذلك الوقت مثل "ستارسكي وأتش" والمسلسل الموسيقي الأمريكي "فايم" وغيرها كثير. أشكال كثيرة منشورة تملأ الفيسبوك، ربما لا تعرفها الأجيال الجديدة التي تعتمد لغة "العربيز

الباحث فوزي سعد الله: الفنانون اليهود غنوا التراث الجزائري الذي كان تراثهم بحكم انتمائهم للجزائر

يرى الباحث فوزي سعد صاحب كتاب ''يهود الجزائر•• مجالس الغناء والطرب'' الصادر حديثا عن منشورات ''قرطبة'' بالجزائر، أن علاقة يهود الجزائر بالغناء المحلي الجزائري، لم تكن طابو، لكنها تحولت إلى ذلك بفعل أسباب تاريخية معقدة، ويرى أن عودة بعض الفنانين اليهود إلى الغناء بعد انقطاع طويل يعود إلى أسباب كثيرة لا تخلو من التجارة، بعد أن أصبح هذا النوع من الغناء موضة في أوروبا، ويؤكد أن ارتباطهم بهذا النوع من الغناء وجداني ولا علاقة له بالسياسة: منتجين وإن نبغ بعضهم حاوره: الخير شوار وأنت الباحث في علاقة يهود الجزائر بـ ''مجالس الطرب'' المحلي، لماذا تحوّل هذا الموضوع إلى طابو؟ هل هي جناية السياسة على الفن؟ علاقة اليهود بمجالس الطرب الجزائرية لم تولد طابو كما تقول، بل تحولت إلى طابو لأسباب تاريخية • اليهود والمسلمون كانوا يغنون مع بعض في نفس المجالس، في نفس الأجواق الموسيقية، في نفس المدارس والجمعيات الموسيقية على غرار ''المطربية'' و''الأندلسية'' و''الجزائرية - الموصلية''، وحتى في جوق الإذاعة