التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2011

2011.. نخبة ساقطة وأخرى تائهة ورجل الشارع يصنع التغيير

لم تكن سنة 2011 مجرد سنة ستنقضي، بل كانت بداية لمرحلة جديدة بدأت ملامحها الكبرى تتشكل، بدأت تصنع رموزها الثقافية في ظل سقوط الكثير من ممثلي النخبة الرسمية القديمة وصدمة بعضهم وقد تعالوا بمنطق رد الفعل المتشنج . محمد البوعزيزي الخير شوار إذا كانت سنة 2011 التي تتأهب للرحيل إلى غير رجعة، سنة بدايات مفتوحة لتغيرات جذرية إقليمية ومحلية، فقد كانت السنة التي سبقتها (2010) للنهايات الكبرى، نهايات مفجعة لمشاريع فكرية وتصورات للتغيير، بل نهاية لجيل من كبار المفكرين التنويريين، ممثلة في الجزائري محمد أركون، الباحث البارز في ''الإسلاميات التطبيقية'' وصاحب مصطلحات من قبيل ''اللا مفكر فيه'' و''المستحيل التفكير فيه''، والمصري نصر حامد أبو زيد الذي قاد معارك فكرية كبيرة وانتهى بشكل مفاجئ وهو في أوج عطائه الفكري، والمغربي محمد عابد الجابري الذي كان أحد أبرز ممثلي العقلانية العربية في العصر الجديد وبعصامية نادرة شق طريقه نحو المشروع الفكري الذي اشتغل عليه وترك تراثا مرجعيا وغادرنا في سن الخامسة والسبعين بشكل مفاجئ في بيته، ورحل الكثير من رموز

عن النسخ واللصق في عصر غوغل

رحم الله زمنا، كانت فيه السرقة الفكرية والادبية، تحتاج إلى مرجع مفقود أو شبه مفقود، وتحتاج أيضا إلى جهد حقيقي في النقل من هذا الكتاب إلى تلك الصفحات التي تنشر في بعض الصحف أو المجّلات أو بين دفتي كتاب. الخير شوار   في العصر الرقمي هذا أصبح الامر لا يحتاج إلا إلى تحديد النص، ثم النسخ وبعدها اللصق، ومن هنا وصف عصرنا هذا بعصر النسخ واللصق، وتفنن في ذلك الصحفيون وأصحاب البحوث والمداخلات الجامعية والأدباء. ومقابل هذه السهولة في النقل، أصبحت هناك سهولة أكبر في كشف السارق، ولا يحتاج الامر إلا إلى نسخ جملة من المتن ثم وضعها على محرك البحث غوغل يحيلك مباشرة على النص الأصلي. ويبدو أن أمر النسخ واللصق هذا، أقدم بكثير من العصر الرقمي، وحتى أصبح أمر السرقات الفكرية والادبية من أقدم المهن في التاريخ. وكان الامر شبه مقتصر على سرقات الشعراء والأدباء من أجل الشهرة بالدرجة الاولى. لكن الأمر تعدى ذلك إلى سرقات للبحوث والرسائل الجامعية، وأصبح بإمكان احدهم أن ينجز رسالة في ساعات معدودات بفضل المشرف الأول السيد غوغل. وطال الامر شهادات الدكتوراه التي لم يعمل البعض فيها إلا على «جزأرة» و«تحيي

في تندوف.. المرأة تقيم الأعراس عند طلاقها

الذاهب إلى تندوف ليس كالعائد منها، ففي الحالة الأولى يكون المرء محملا بالكثير من الأسئلة والأفكار المسبقة، وفي الحالة الثانية يعود وقد اكتشف مجتمعا ينبض بالحياة وعادات جميلة، ومع كؤوس الشاي المتوالية يسمع حياة ''هدارة'' الطفل الذي عاش مع النعام، وكيف أن المرأة التندوفية الحسانية علّمت أرستقراطيات أوروبا عادة الاحتفال بيوم الطلاق · الشاي على الطريقة التندوفية روبورتاج : الخير شوار عندما تدخل أي بيت في تندوف تستقبل حتما بكؤوس الشاي، ولا بد عليك أن تحتسي منها ثلاثة، يتم إعدادها أمامك على الفحم وفي الإبريق التقليدي والنفخ بكير صغير، وفي العادة تعده إمرأة تمجه بطريقة خاصة، ويشربه الحضور على ثلاثة دفعات، وعليك أن تسرع بالشرب لأنك مرتبط بحلقة ويتم غسل الكؤوس مرة ثانية وثالثة عند كل مرحلة، ويعتبر رقم ثلاثة مقدسا بالفعل، ومن غير المستحسن أن تكتفي بكأس أو كأسين، فساعتها يمكن أن تفسد نظام الحلقة الشاربة التي يرتبط فيها كل شارب بالذي قبله والذي بعده· وعند صب الكؤوس وشربها تعرف السر في ذلك، فالكؤوس الثلاثة في حديثهم مرتبطة بثلاثة حروف وهي عبارة على ثلاثة ''جيمات

مشاهد سينمائية من وحي روايات نجيب محفوظ..

سيد عبد الجواد ''يتحدى'' جمال عبد الناصر                               لم يترك نجيب محفوظ أثرا على الرواية العربية فقط، بل تجاوز ذلك إلى السينما عندما تحوّلت رواياته إلى أفلام ومسلسلات كثيرة، ومن خلال الأفلام الذي كتب لها السيناريو والحوار· وتجاوزت شخصياته الرواية المجسدة سينمائيا شهرة الكثير من نجوم السياسة والفن والرياضة . نجيب محفوظ بين شخصياته  الخير شوار من يعرف سعيد مهران وسيد عبد الجواد؟ بل من لا يعرفهما؟ إنهما من أشهر ''الناس'' في العالم العربي في القرن العشرين، وتكاد شهرتهما تتجاوز كبار السياسيين والفنانين ولاعبي كرة القدم· وليس سعيد مهران وسيد عبد الجواد إلا من الشخصيات الورقية التي أبدعتها مخيلة الروائي نجيب محفوظ، لكن الشخصيتين تحولتا مع مرور الزمن إلى أكبر الفاعلين في المشهد الثقافي العربي عندما تحولتا إلى السينما· وبقدرة الفن لبس سعيد مهران الذي نشأ في ''أحضان'' رواية ''اللص والكلاب'' شخصية الفنان شكري سرحان، وقد أعطى بعدا جديدا لأشخاص هامش المدينة العربية وجعل عموم المشاهدين يتضامنون مع

حيزية .. أشهر قصيدة حب جزائرية على إيقاع الروك

فرقة موسيقية عصرية جدا تغني الروك اسمها «دزاير»، وهو الاسم الشعبي لمدينة الجزائر، لكن المستمع إليها يكتشف استخدام كلمات ليست غريبة عنه، بدايتها: «عزوني يا ملاح في رايس لبنات». إنها قصيدة حيزية الشعبية البدوية التي تحيل إلى واحدة من أشهر قصص الحب في جزائر القرن التاسع عشر الميلادي. مشهد من فيلم حيزية للمخرج محمد حازرلي الخير شوار  تمكنت فرقة «دزاير» من لفت الانتباه وانتزاع مكانة معتبرة من بين عشرات الفرق الموسيقية الجزائرية. وعند تأسيسها سنة 1998 اختارت موسيقى الروك العالمية الشهيرة، غير أنها لم تحظَ بالنجاح المطلوب في البداية، ثم طورت أسلوبها وبحثت عن لمستها الخاصة التي وجدتها أخيرا في مزج التراث الموسيقي الجزائري وتقديمه بأحدث أساليب موسيقى الروك. وجاء قصيدة «حيزية» لتكون ذروة هذا النجاح، وأصبحت مطلوبة كثيرا للغناء في مختلف المدن الجزائرية وخارجها، وبلغ نجاحها حسب رئيس الفرقة حكيم لعجال إلى درجة أن الكثير من أبناء الأجيال الجديدة ممن لم يسمعوا إطلاقا بالنص الأصلي إلى البحث عنه واكتشاف كاتبها الشاعر الشعبي الكبير محمد بن قيطون الذي توفي

عنابة تحت رحمة اللصوص والشواذ

تحوّل وسط عنابة من ''الكور''، بهندسته الفريدة، إلى سيدي سالم الحي القصديري، الذي أراده الكثير من الشباب نقطة انطلاق نحو جنة الشمال عند الشواطئ الجنوبية لإيطاليا·· ومن هنا تبدأ حكاية واحدة من أجمل مدن البحر الأبيض المتوسط، وهي تعيش حالة موت مبرمج· ساحة الثورة المعروفة شعبيا بـ"الكور"، قلب مدينة عنابة روبورتاج: الخير شوار رغم مرور سنين طويلة على تغيير تسميته إلى ساحة الثورة، إلا أن ''العنانبة'' وكل زائريه لا يتكلمون عنه إلا باسمه الأصلي، ''الكور''، الذي لا يشبهه في الجمال والتصميم إلا شارع الحبيب بورقيبة المتمادي في عرضه، ويقول العارفون إن المهندس نفسه هو الذي صمّم الشارعين· ''الكور'' يبدأ من محطة القطار وينتهي عند الكنيسة القديمة، قرب ثانوية بيار وماري كوري· وقد أزيلت تلك الكنيسة العتيقة من الوجود وتم تحويلها إلى بناية عصرية يمر من تحتها طريق يؤدي إلى أحياء أخرى· ولئن كان ''توأم الكور'' شارع بورقيبة يحافظ على حيويته، فإن ''الكور'' العنابي رغم جماله الظاهر وأشجاره ا

موضوع غلاف لمجلة «باري ماتش» عمره 51 سنة

صفية صاحبة الصورة الأشهر في الجزائر تروي قصتها صفية يوم 11 ديسمبر 1960، وفي الأعلى صورة حديثة لها قد تكون صورة صفية التي التقطها منذ 51 سنة مصور مجلة «باري ماتش» الفرنسية وتصدرت الغلاف يومها، هي واحدة من أشهر الصور في تاريخ الجزائر، خصوصاً أنها ارتبطت بتظاهرات الاستقلال ودور المرأة فيها. صفية بقيت مجهولة رغم شهرة صورتها، لكنها اليوم تخرج إلى العلن وتروي كيف أخذت تلك اللقطة وفي أي ظروف . الخير شوار " معركة الجزائر" التي تحولت على يد الإيطالي الراحل جوليو بونتيكورفو إلى واحد من أجمل الأفلام في تاريخ السينما السياسية برأي إدوارد سعيد، كانت بمثابة رصاصة الرحمة التي أطلقت على الحقبة الكولونيالية الفرنسية، أما مظاهرات 11 ديسمبر 1960 فهي تتويج لتلك المرحلة الفاصلة. وهي مظاهرات يعرفها معظم الجزائريين الذين يطالعون تاريخهم الحديث في الكتب المدرسية والجامعية وفي «متحف المجاهد« الرسمي الذي يحوي أنفس الوثائق المتوفرة لدى السلطة الجزائرية. هذه الوثائق تضم صورة مأخوذة من مظاهرات 11 ديسمبر 1960، التقطها مصور «باري ماتش» الفرنسية ونشرت كصورة للغلاف بعد ثلاثة أيام

الشيخ عبد الرحمن الجيلالي: موسوعة جزائرية في الذاكرة

الشيخ عبد الرحمن الجيلالي قبل سنتين من وفاته في 12 نوفمبر 2010، احتفل الشيخ عبد الرحمن الجيلالي بعيد ميلاده المائة، ساعتها نشر الروائي الطاهر وطار شهادة بشأنه بعنوان ''الشيخ عبد الرحمان الجيلالي·· مائة سنة وما زالت البركة''، ولم تمض سنتان على ذلك حتى رحل صاحب الشهادة ورحل بعدها الذي كتب عنه . الخير شوار كانت سنة 2010، سنة الرحيل، رحيل الكبار، بدءا بعبد الله شريّط، مرورا بالطاهر وطار ومحمد أركون، وليس انتهاء عند الشيخ عبد الرحمن الجيلالي الذي لن نراه بعد الآن ليلة الشك عند حلول رمضان أو عيد الفطر، وهو الذي كان صوته المميز يحيل إلى برنامجه الديني الأشهر ''رأي الدين في أسئلة المستمعين''، وبرنامجه الثقافي التاريخي الآخر ''لكل سؤال جواب'' يعدها مع الأساتذة عثمان بوقطاية، أحمد مكحل ومحمد الأخضر السائحي· وقد بدأ رحلته الإذاعية تلك سنة 1940 ولم تتوقف إلا عند منتصف ثمانينات القرن الماضي، عندما غادر مبنى الإذاعة قسرا وهو الذي كان يؤمن تمام الإيمان بأن ''الأخلاق تبنى بالتهذيب والإحسان''، وبدأ صوت العقل يختفي شيئا

الفنان امحمد بن قطاف: أبي الروحي في المسرح هو مصطفى كاتب

يعود الفنان امحمد بن قطاف عبر هذا الحوار، إلى بدايته الفني الأولى في المسرح الإذاعي مع الراحل محمد ونيش، ليعرج على المسرح الوطني الذي دخله بعد ذلك مع الراحل مصطفى كاتب. إنها رحلة خمسين سنة كاملة في عالم المسرح بين التمثيل والاقتباس والترجمة والكتابة ثم الإدارة. الفنان امحمد بن قطاف حاوره: الخير شوار -من التمثيل إلى الكتابة المسرحية إلى الإخراج ثم الإدارة. ماهي الصفة الثابتة في الفنان امحمد بن قطاف، هل هي التمثيل أم الإخراج؟ -التمثيل، لأنه حبي الأول. لكن عندما ذقت حلاوة الكتابة، لا من الناحية الأسطيطيقية (الجمالية)، لكن من ناحية الأشياء التي تريد أن تقولها للناس. لأن الكاتب يستطيع أن يكلّم الناس، الممثل يبلّغ بفن وبروعة، مع أن التمثيل له حلاوته، فأنت على خشبة المسرح تكون الوحيد الذي تتكلم. لكن الكتابة لها طعمها الخاص، فبعد مرحلة البحث في الشخصيات تأتي مرحلة التدوين، فإذا كنت تكتب النص في سنة فأنت طيلة هذه المدة في اكتشاف مستمر. تعتقد في البداية أنك تعرف الشخصية التي تكتب عنها، لكن أثناء المسافة بين بداية الكتابة ونهايتها تكتشف الشخصية من جديد فتضيف لها أشياء وتنقص أ