التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠٢٣

الفتى الشوكي

  بعد طول ترحال بين مختلف الوسائط الإعلامية، وجد له قبل سنين مكانا «مثاليا»، على شبكات التواصل الاجتماعي، واحتل الكثير من «الجدران» والكثير من الصفحات. ورغم تجاوزه الخمسين بسنوات، يبقى ذلك الفتى بملامحه الطفولية، يرتدي تبّانا وبعض الألبسة المرقعة، ويدير ظهره منذ سنة 1973 دون كلل أو ملل، ولا أحد يعرف الآن إن كان وجهه قد تغيّر وهل أصبح بشارب كث، أو لحية طويلة أم غزاها الشيب؟ هو حنظلة، ولاسمه من مذاق طعم لحمه نصيب، قيل إنه من مواليد سنة 1969، لم يولد في مصحة ولا مستشفى ولا حتى في البيت أو سيارة الإسعاف، وإنما من أنامل الفنان الكاريكاتوري ناجي العلي. الفتى وعلى غير العادة، ولد طفلا في العاشرة تقريبا من عمره، بملابسه تلك التي عرفه بها الناس، وبرجيله الحافيتين، وبشعره الشوكي، الذي يشبه شوك القنافذ، وذلك هو سلاحه الوحيد. ويذكر البعض أن حنظلة عندما ولد لأول مرة، لم يكن يدير ظهره، بل كان يستقبل الناس، تماما مثلما استقبل الدنيا، وأهله من تشرد إلى آخر، لكنه اضطر سنة 1973 إلى «إعطاء» ظهره للناس، وهو على ذلك الحال إلى يومنا هذا، وقيل بأنه لم يتحرك من تلك الوضعية إلا في حالات معدودة جدا، عندما

الرواية المستحيلة

الأمر يتعلق بأغرب وأعجب كتاب في تاريخ (وخيال البشرية)،  الرواية التي لا يمكن لعبقري كتابتها، تضم عددا لا يحصى من الشخصيات وفي كل لحظة تتطور الأحداث في كل الاتجاهات المتشابكة، إنه كتاب التراب الذي لا يمكن الإحاطة به . لقد ذهب خيال متطرف، هو خيال خورخي لويس بورخيس ، لتصور الأمر وتحدى بخياله التكنولوجيا الرقمية التي انفجرت بعد موتته بسنين، ورأى أن الأمر يتعلق بـ"كتاب الرمل"، حيث فصّل يقول: «صفحات هذا الكتاب غير متناهية بشكل واضح، لا واحدة منها هي الأولي ولا واحدة منها هي الأخيرة، لكنني لا أعرف لماذا تم ترقيمها بهذه الطريقة، ربما لإفهام الآخرين بأن السلسلة اللامتناهية تقبل أي ترقيم ما دامت غير متناهية»، وسماه صاحبه «كتاب الرمل» لأن « الرمل والكتاب معا ليست لهما بداية ولا نهاية» . ولم يكن بورخيس يفعل أكثر ممن يحاول إعادة اكتشاف البارود من جديد، وكتابه العجيب، كتاب الرمل، موجود على أرض الواقع منذ لا ندري من السنين، إنها المعادل الموضوعي للكتب الورقية، وكتب الرقوق الجلدية القديمة وحتى المنقوشة على الأحجار والألواح وتلك الرقمية التي تزاحمنا في عصرننا. الأمكنة، أقدم الكتب على الإط