التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٢

من البهلوان إلى الكراتمان.. من يضحك على من؟

لا يدري المتلقي، إن كان الأمر حقيقي وهو أغرب من الخيال، أم هي من الاعيب الفوتوشوب التي تختلط معها كل الخيوط الملونة لتتحول إلى  كومة سوداء كالكوميديا التي تثير الضحك حد البكاء. لقد تحولت اللوحات الرسمية للمتسابقين إلى ما تشبه اللوحات السوريالية من كثرة تمزيق الملصقات التي تراكمت بعضها فوق بعض وتكرر تمزيقها ورسم عليها البعض أشكالا مضحكة، ومقابل ذلك تعدد الملصقات في الشبكات الرقمية الاجتماعية. بعضهم أبرَزً صور المرشحين الرئيسيين لكنه وضع دوائر بيضاء فارغة وكتب داخلها عبارة «امرأة»، وبعضهم قدّم نفسه بطريقة تثير الضحك وتثير الاشمئزاز أيضا، وبعضهم «أبدع» في الشعارات لعل أبزها الشعار «نعم نستطيع» ولا ندري ماذا يستطيع المرشح المغمور فعله، هل هو الوصول إلى القبة السحرية التي تحول بؤسه إلى سعادة أبدية وليذهب النخاب بعدها إلى الجحيم؟ أم هو يستطيع فعل أي شيء بما فيها سرقة الشعار حرفيا من حملة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بترجمة حرفية بغض النظر عن السياق وملابساته، لكن مع الطلة البائسة للمرشح الذي يبدو أنه متأثر بأوباما حد التقليد الأعمى لكنه التقليد الكاريكاتوري لا التقليد الإيجابي.

«بليسا» وبائعو الريح

إحدى لوحات الفنانة المكسيكية "فريدا كاهلو" ليست بالقصة القصيرة، مع أن الامر يتعلق بشخصية ورقية اسمها «بليسا كريبوسكولاريو»، أبدعتها الروائية الشيلية إيزابيل أليندي. الخير شوار إنها العرّافة التي تفسر الأحلام وتبيع الكلام في أشكال مختلفة وكانت عبقرية إلى درجة أنها لا تغش في بضاعتها ولا تبيع الشخص غلا الكلمات الخاصة به. هو الطيف الذي يعود هذه الأيام في «رحبة الكلام»، والكل يحاول استدراج الناس إلى بضاعته المتمثلة في بعض العبارات المرصوفة التي تلقى بصيغ مختلفة، طمعا في كسب ود المتلقي الذي لا يملك في النهاية إلا صوته الذي قد يطير ببائع الكلام ليحط به داخل القبة العجيبة حيث المن والسلوى. يتهافت الخطباء وتتلعثم الكلمات في أفواههم وتنفض الجموع من حولهم، وكثير منهم يبدو أن غايته خانت وسيلته، أو أنه لم يكن مستعدا لموقف كهذا أو أنه يحتقر الجموع التي لا يرى فيها إلا حشودا تحمله إلى تلك القبة العجيبة. وبعضهم يعدد شهاداته «العلمية» ولا يستطيع التواصل مع الناس لأكثر من خمسة دقائق، وبعضهم عاد إلى دواره أو دشرته بعد غياب في العاصمة دام سنين طويلة ولولا هذه المناسبة لما عاد

الوجه الفني للطرق الصوفية.. "العيساوة" فتنة العودة إلى الماضي

فرقة عيساوية  هي موسيقى قريبة من القناوة القادمة من أفريقيا السوداء، وتشترك معها في الطابع العام الذي يسمى «الديوان». موسيقى «العيساوة» خفت نجمها حتى كادت تندثر، لكن ظروفاً عديدة اعادتها في السنوات الأخيرة إلى الواجهة، في الفضاء المغاربي كله ووصلت بها إلى أوروبا . الخير شوار " العيساوة" طريقة صوفية مثل "التيجانية" و«القادرية» وغيرهما، ولئن كانت أصول موسيقى القناوة أفريقية وثنية فإن «العيساوة» صوفية إسلامية، مغربية المنشأ، انتشرت بقوة في الجزائر وتونس وليبيا وأوروبا، وأصبح له مهرجانها الدولي الذي يطمح لنشرها بقوة. لكن ما يخشاه أتباع وعشاق «العيساوة» أن يكون الاهتمام الرسمي بتلك الموسيقى العريقة سياسياً ظرفياً. ظهرت «العيساوة» لأول مرة في مدينة مكناس المغربية، ومؤسسها الذي تنسب إليه هو الشيخ محمد الهادي بن عيسى الذي عاش في مدينة مكناس وتوفي سنة 1526 للميلاد بحسب بعض المؤرخين، وعرف بين أتباعه على مدار القرون اللاحقة لوفاته بلقب «الشيخ الكامل». وقد عرف بأنه يدرب مريديه على تلاوة القرآن الكريم مع ترديد الكثير من المدائح الخاصة بالرسول صلى ا

القرن الأول بعد "تيتانيك"

قبل مئة سنة من الآن، وفي ساعة متأخرة من ليلة باردة، كان أكبر إنجاز تكنولوجي يغرق في مياه المحيط وقد اصطدم بكتلة جليد عائمة كانت قادمة من غرينلاند.. إنها باخرة تيتانيك التي أريد لها أن تكون أسطورة صناعية لكنها تحولت قبل خمسة عشرة سنة من الآن إلى أسطورة فنية على يد المخرج العالمي جيمس كاميرون، والذي اعترف أخيرا أن سبب إنجازه للفيلم، كان رغبة منه في الاقتراب من تفاصيل تلك الباخرة العملاقة التي تنام أجزاؤها متفرقة في أماكن متفرقة في المحيط الأطلسي. ولم تكن تيتانيك مجرد باخرة غرقت، وقد تأسست بطريقة رآها أصحابها غير قابلة للغرق مهم كانت الأسباب لكنها سقطت في أول رحلة بينما كانت تحمل علية القوم إلى /العالم الجديد/، وما تزال ساعات بعضهم لحد الآن عقاربها مضبوطة على مدينة نيويورك التي لم يصلها، والتكنولوجيا الحديثة تقول إنها تمكنت في السنين الأخيرة التي أعقبت إنتاج الفيلم من الكشف عن كل أسرارها. وجاء بناؤها في سياق /مد/ كبير من الأحلام بالتغلب على كل مبررات التعاسة الإنسانية عقب سلسلة من الفتوحات العلمية والتكنولوجية منها /اللاسلكي/ واختراع الطيارات والسيارات وغيرها، وجاءت لحظة الث

رحيل أحمد بن بلة.. صفحة تاريخية جزائرية تطوى

لقد رحل أحمد بن بلة عن عمر ناهز الستة والتسعين سنة، هذا "الرائد" الذي لم يكن يصغر ''أب الوطنية الجزائرية'' مصالي الحاج إلا بثمانية عشرة سنة، ومع ذلك امتد به العمر بعده بسنين طويلة، ليكون واحدا من أكثر الشخصيات الجزائرية شهرة عبر الزمن وإثارة للجدل، إنه أحمد بن بلة الذي يعرفه المشارقة باسم ''أحمد بن بيلا''، الذي بقي يصنع الحدث منذ حادثة ''السطو'' على بريد وهران سنة 1949 مرورا بتأسيس المنظمة الخاصة واكتشاف أمرها سنة 1950 وليس انتهاء بالانقلاب عليه كأول رئيس لجزائر الاستقلال. وقد جاء إلى السياسة بعد أن كان نجما كرويا في شبابه الأول في ثلاثينيات وبداية أربعينيات القرن الماضي · عندما تمكن العقيد هواري بومدين، يوم السبت 19 جوان 1965 من الإطاحة به ووضعه خلف الأضواء، لم يكن الأمر نهاية لأحمد بن بلة، بل كان الأمر بداية لمرحلة جديدة من مراحل هذا السياسي الذي واكب نشوء الحركة الوطنية في عهدها الأول، بقي فاعلا وشاهدا على مختلف التحولات، وهو الذي كان يستعد بعد سنوات قليلة من الآن للاحتفال بعيد ميلاده المائة وسط محبيه الكثيرين مقارنة مع

من "حاكمة قرطاج" إلى "حقيقتي".. "حقائق" ليلى الطرابلسي

ليلى الطرابلسي مع أن «الحقيقة» بمفهومها المطلق تراجع الادعاء عنها، وحتى الاقتراب منها أصبح شعارا يثير الجدل إلى درجة أن إحدى الفضائيات الشهيرة تخلت عن شعارها «الأقرب إلى الحقيقة» لصالح آخر أكثر احتراما للمتلقي وهو «أن تعرف أكثر»، في عصر أصبح ادعاء الحقائق المطلقة ملتصقا بالإيديولوجيات الشمولية على غرار الشيوعية التي اشتهرت بجريدة «البرافدا» وهي الترجمة الروسية لكلمة «الحقيقة ». وفي هذا السياق نعود إلينا التونسية ليلى الطرابلسي، من خلال كتابها الجديدة الذي يحمل عنوان «حقيقتي» لتحاول من خلاله تقديم رواية مختلفة لما حدث في تونس يوم الرابع عشر من جانفي 2011. وهذه المرأة التي تحاول العودة بكتاب، كان من بين أسباب إطاحتها وزوجها من الحكم كتاب آخر بعنون «حاكمة قرطاج» أصدره صحفيان فرنسيان، وحاولت بكل السبل منع تداوله لكنه وصل إلى الناس. ليقلب المعادلة جزريا وتصبح مقولة «التاريخ يكتبه المنتصرون» مجرد عبارة بين قوسين، وبعد أن كانت صحيحة تماما لم تعد كذلك في زمن الانفجار الرقمي وثورة المعلومات، . و»حاكمة قرطاج» السابقة، التي استولت وأسرتها على كل مفاصل الحكم في تونس، لم تتمكن من تس