التخطي إلى المحتوى الرئيسي

من البهلوان إلى الكراتمان.. من يضحك على من؟






لا يدري المتلقي، إن كان الأمر حقيقي وهو أغرب من الخيال، أم هي من الاعيب الفوتوشوب التي تختلط معها كل الخيوط الملونة لتتحول إلى  كومة سوداء كالكوميديا التي تثير الضحك حد البكاء.
لقد تحولت اللوحات الرسمية للمتسابقين إلى ما تشبه اللوحات السوريالية من كثرة تمزيق الملصقات التي تراكمت بعضها فوق بعض وتكرر تمزيقها ورسم عليها البعض أشكالا مضحكة، ومقابل ذلك تعدد الملصقات في الشبكات الرقمية الاجتماعية. بعضهم أبرَزً صور المرشحين الرئيسيين لكنه وضع دوائر بيضاء فارغة وكتب داخلها عبارة «امرأة»، وبعضهم قدّم نفسه بطريقة تثير الضحك وتثير الاشمئزاز أيضا، وبعضهم «أبدع» في الشعارات لعل أبزها الشعار «نعم نستطيع» ولا ندري ماذا يستطيع المرشح المغمور فعله، هل هو الوصول إلى القبة السحرية التي تحول بؤسه إلى سعادة أبدية وليذهب النخاب بعدها إلى الجحيم؟ أم هو يستطيع فعل أي شيء بما فيها سرقة الشعار حرفيا من حملة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بترجمة حرفية بغض النظر عن السياق وملابساته، لكن مع الطلة البائسة للمرشح الذي يبدو أنه متأثر بأوباما حد التقليد الأعمى لكنه التقليد الكاريكاتوري لا التقليد الإيجابي.

والتي «قالت لهم أقعدوا هنا» كما تقول العبارة الدارجة هي صورة ذلك المرشح وهو في وضع «كاتا» مع أنه يرتدي بدلة كلاسيكية، إنه «الكاراتمان» الذي نسي التحدي الذي امامه وراح ينظر ببلاهة إلى المصور وقد أنسته اللحظة النرجسية مواجهة المنعرج التاريخي هذا، ويبدو من وضعيته تلك أنه أقرب إلى بهلوان السيرك منه إلى مصارع حقيقي، ولا ندري السبب الذي جعله يقدم هذه الوضعية؟ هل هو البحث عن الشهرة السريعة على طريقة «خالف تعرف» وقد حصل عليها بالفعل إلى درجة أن ملصقته تلك تتناولها مختلف الصفحات الفيسبوكية بتعليقات ساخرة؟ أم هو البحث عن التميز الذي لم يجده في خطابه ولا في مشروعه وراح يعرض نفسه كنكتة أبدية؟ ثم ما أراد «سيميائيا» من الصورة، هل هو تهديد الناخب إن صوّت لغيره، ام تهديد للمشكلات والتحديات التي قد يصرعها بـ«كاطة» واحدة؟ لكن ما نخشاه أن تنقلب الآية ويدخل هذا البهلوان «القبة السحرية» فاتحا على طريقة الكوميدي عطا الله الذي ضحك عليه الجميع عند ترشحه لكنه ضحك في النهاية على الجميع. 
الخير شوار

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لعنة كريستوف كلومب التي أصابت أجيال الجزائريين: كشف الغمّة في تاريخ الشمّة

لم يكن الرحالة المستكشف كريستوف كلومب، وهو يبحث عن طريق غربية نحو الهند، أن اسمه سيرتبط إلى الأبد بأمريكا (العالم الجديد)، وبالتبغ وبـ ''الشمة'' أيضا التي غزت الجزائر منذ قرون، ومازالت تسيطر على عقول الناس عندنا، مثلما سيطر ''القات'' ويسيطر على عقول اليمنيين · عندما اكتشف الرحالة الإسباني من أصل إيطالي كريسوف كلومب القارة الأمريكية، اكتشف معها مادة التبغ التي كان يُعتقد بأنها دواء شافي لبعض الأمراض، ومع بدايات القرن السادس عشر الميلادي بدأت تنتشر عادة استهلاك هذه المادة في شكل سجائر انطلاقا من إسبانيا والبرتغال قبل أن تكتسح السيجارة العالم وتعود من جديد إلى بلد الهنود الحمر في شكلها الجديد· وغير بعيد عن إسبانيا انتشرت في الضفة الجنوبية للمتوسط عادة من نوع آخر·· التبغ لا يحرق في سجل سجائر وإنما تعاد معالجته إضافة إلى مواد أخرى ليوضع في الفم ويسمى ''الشمة''، أو يسحق تماما ليشم على طريقة الكوكايين والهيروين ويسمى في هذه الحالة ''النفة''، ولئن كانت النفة محصورة إلى حد ما لدى فئة محدودة من الناس، فإن شقيقتها الشمة كثير

زوكربيرغ و"الربعة دورو أنتاع الكبش"

الخير شوار لا يملّ الكثير من الجزائريين من مرتادي شبكات التواصل الاجتماعي من إعادة نسخ صورهم القديمة التي تعود إلى زمن الأبيض والأسود وإعادة نشرها من جديد، مثلما "يبدعون" في نشر كل ما له علاقة بطفولتهم أو ماضيهم البعيد نسبيا، من علب حليب "لحظة"، وعلب السجائر مثل "الأفراز" و"الصافي" و"النسيم"، وعلبة "الهقار" التي تمثل جماعة من التوارق جالسين وأحدهم واقف، التي تذكّر بنكتة مفادها أن أحدهم قال إنه لن يقلع عن التدخين حتى يجلس ذلك "التارقي الواقف"، حتى الأوراق والقطع النقدية على غرار ورقة الخمس دنانير "أنتاع الثعلب" وورقة العشر دنانير الكبير، أو حتى ورقة الخمسمائة دينار التي سُحبت بشكل مفاجئ من التداول سنة 1982 وكشفت حينها عن متسولين وفقراء يمتلكون الأكياس منها. ولا يتردد البعض في نشر روابط من اليوتيوب تمثل مسلسلات ذلك الوقت مثل "ستارسكي وأتش" والمسلسل الموسيقي الأمريكي "فايم" وغيرها كثير. أشكال كثيرة منشورة تملأ الفيسبوك، ربما لا تعرفها الأجيال الجديدة التي تعتمد لغة "العربيز

الباحث فوزي سعد الله: الفنانون اليهود غنوا التراث الجزائري الذي كان تراثهم بحكم انتمائهم للجزائر

يرى الباحث فوزي سعد صاحب كتاب ''يهود الجزائر•• مجالس الغناء والطرب'' الصادر حديثا عن منشورات ''قرطبة'' بالجزائر، أن علاقة يهود الجزائر بالغناء المحلي الجزائري، لم تكن طابو، لكنها تحولت إلى ذلك بفعل أسباب تاريخية معقدة، ويرى أن عودة بعض الفنانين اليهود إلى الغناء بعد انقطاع طويل يعود إلى أسباب كثيرة لا تخلو من التجارة، بعد أن أصبح هذا النوع من الغناء موضة في أوروبا، ويؤكد أن ارتباطهم بهذا النوع من الغناء وجداني ولا علاقة له بالسياسة: منتجين وإن نبغ بعضهم حاوره: الخير شوار وأنت الباحث في علاقة يهود الجزائر بـ ''مجالس الطرب'' المحلي، لماذا تحوّل هذا الموضوع إلى طابو؟ هل هي جناية السياسة على الفن؟ علاقة اليهود بمجالس الطرب الجزائرية لم تولد طابو كما تقول، بل تحولت إلى طابو لأسباب تاريخية • اليهود والمسلمون كانوا يغنون مع بعض في نفس المجالس، في نفس الأجواق الموسيقية، في نفس المدارس والجمعيات الموسيقية على غرار ''المطربية'' و''الأندلسية'' و''الجزائرية - الموصلية''، وحتى في جوق الإذاعة