التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2007

عبد الله الأحمر: شيخ القحطانيين في ذمة الله

عبد الله الأحمر  بعد صراع عنيف مع المرض أسلم الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر الروح، في أحد مستشفيات العاصمة السعودية الرياض، وهو الذي بقي يرأس البرلمان اليمني منذ تأسيسه قبل أربع عشرة سنة، وأحد زعماء اليمن الذي ينتمي إلى يعرب بن قحطان، مثلما تقول شجرة قبيلته حاشد اليمنية التي يرأسها بعد وفاة والده حسين الأحمر· الخير شوار الشيخ عبد الله الأحمر الذي كان يجلس في إقامته تحت شجرة العائلة التي تنتمي جذورها إلى الأب الأول للعرب العاربة يعرب بن قحطان، وهو يستقبل مئات الأشخاص في كل حين، عند مائدته، وبعضهم يطرح عليه مشاكل القبيلة، وبعضهم يجدد فروض الولاء والطاعة والبيعة، وبعض الذين يكتبون شعرا يلقون عليه قصائد المديح في كل حين· وشيخ قبائل حاشد القحطانية تعود شهرته إلى ما قبل ثورة 26 سبتمبر 1962 التي أطاحت بنظام ''الإمام''، وقد شارك منذ شبابه الأول في الإشراف على شؤون قبيلته وكأن الأقدار كانت تدخره لما بعد النكسة التي حلت على القبيلة وعلى الأسرة، بعد دخول والده في معارضة ضد حكم الإمام أحمد حميد الدين، ثم ولده محمد البدر· ففي خمسينيات القرن العشرين، قاد الشيخ حسي

عبد الله الهامل: صعلوك في حضرة المسرح

الشاعر عبد الله الهامل عرض مؤخرا المسرح الوطني الجزائري مسرحية من الخيال العلمي عنوانها «عمود النار» التي ترجمها الشاعر الجزائري المعروف عبد الله الهامل، ذلك الذي استحق لقب صعلوك بامتياز، ومازال يمارس الصعلكة بمفهومها النبيل بين الشعر والمسرح. الخير شوار عبد الله الهامل شاعر ليس كالشعراء، فاسمه يطابق «رسمه» تماما، إلى درجة أن البعض ممن عرفه اعتقد أن ذلك الاسم مستعارا، وقد اتخذه الكاتب حميد عبد القادر بطلا لروايته الأولى «الانزلاق»، فهو هامل في الجغرافيا، وقد ولد في منطقة تبلبالة في عمق صحراء الجنوب الغربي من البلاد بين بشار وأدرار، وعاش شطرا من حياته «صعلوكا» في مدينة وهران التي أنهى فيها دراسته وأشتغل فيها بالصحافة الثقافية من خلال جريدة «الجمهورية الأسبوعية» التي توقفت بعد ذلك عن الصدور، ليحط الرحال بعد ذلك في مدينة تندوف التي يشتغل فيها الآن بمديرية الثقافة، وهناك فاجأ ذلك البوهيمي الجميع بأن تزوج وهو الآن أب لطفلين، «علاّل» وطفلة أسماها «أندلس» ولما سأل عن سر ذلك الاسم الغريب قال مازحا: «سميتها أندلس لأني سأفتقدها مستقبلا لأقضي بقية عمري بكاء على ذلك الفقد». وبال

"تاريخ الجزائر الثقافي" متضمن أسماء أشخاصها

الأسماء التي يحملها الأشخاص الجزائريون فيها الثابت وفيها المتغيّر الناتج عن تأثيرات ثقافة كل عصر ومن خلال قراءة معاني الكثير من الأسماء يمكن لنا إعادة تشكيل تاريخ الجزائر بكل تحولاته وتناقضاته، ولئن كانت بعض الأسماء غريبة فعلا فإنها وليدة ظروف تاريخية معينة فلكل اسم حكاية مع أن الكثير من حملة تلك الأسماء يجهلون تاريخها، بل وبعضهم يضطر إلى إخفاء اسمه الحقيقي واستعارة اسم آخر وليد ظروف تاريخية أخرى . لوحة للفنان الجزائري رشيد قريشي الخير شوار مع أن البلاد الجزائرية الواقعة فيما كان يسمى المغرب الأوسط في الأصل منطقة أمازيغية إلا أن الأسماء التي يحملها أهلها في القرون القليلة الماضية كلها تقريبا تحيل على مرجعية عربية قد تكون إسلامية الدلالة وقد تكون وليدة بعض الاعتقادات التي ليست دينية بالضرورة، والملاحظ أنه في الجزائر كما في بلاد المغرب الأخرى هو "ال" التعريف التي يقول بعض الدارسون أنها آتية من الأسماء الأندلسية والكل يعلم الصلة التي تربط هذه البلاد بالأندلس، فالأسماء التقليدية التي كان يحملها الجزائريون سابقا ومازالت متداولة في إطار ضيق بعضها مرتبط بأيام الأسبوع م

«إقامات الإبداع» تؤسس لأدب «5 نجوم» في الجزائر

الشاعر بوزيد حرزالله يمينا والشاعر جيلالي نجاري يسارا «إقامات الإبداع» فكرة غربية المنشأ، لكنها تجسدت أخيرا في الجزائر بشيء من التأصيل. وعلى دورتين تمت دعوة شعراء وكتّاب عرب في إقامة «خمس نجوم» تدوم عشرة أيام، على أن تكون كل إقامة بين كاتبين أو كاتبتين، وتتوج بكتابة نصوص مشتركة تطبع في كتاب ضخم يؤرخ له... فماذا عن الفكرة، وكيف تبلورت في الجزائر، وهل نجحت؟ الخير شوار بدأت يوم الأربعاء 5 ديسمبر (كانون الثاني) الحالي، وعلى مدى عشرة أيام الدورة الثانية والأخيرة من برنامج «إقامات الإبداع» بالجزائر، بعد تلك التي نظمتها الجهة نفسها، وهي وزارة الثقافة من يوم 14 إلى يوم 26 أغسطس(آب) الماضي. حيث كان أحد عشرا كاتبا من مختلف الأقطار العربية في ضيافة أحد عشر كاتبا آخر من الجزائر في إقامة «خمس نجوم» على أن تتوج تلك الإقامة بكتابة نصوص أدبية مشتركة، تصدر في كتاب عند نهاية السنة الحالية. ولئن شارك في الدورة الأولى شعراء وقصاصون من الجنسين، فإن الدورة الثانية تشمل ثلاثين كاتبا من الجزائر والدول العربية المختلفة خاصة بالشعراء فقط. ولهذا الغرض تمت دعوة الشعراء، نمشي مهنا من الكويت،

جيلالي بوجمعة: "الموجة" و"الطريق السريع"

جيلالي بوجمعة وراء ملامح ذلك الكهل النحيف الذي يدخن كثيرا حكاية مسرحية تمتد إلى ما يقارب الأربعين السنة، من "فن الخشبة" بدأ، إلى "مسرح الموجة"، الذي أصبح كل حياته، ذلك المسرح الذي تأسس عند شاطئ صلامندر بمستغانم، له حكاية هو الآخر صنعها جيلالي بوجمعة نفسه، وكاد يصبح مسرح الموجة هو جيلالي وجيلالي هو مسرح الموجة. الخير شوار في مهرجان مسرح الهواة بطبعته الأخيرة، كان جيلالي بوجمعة من المنظمين، يستقبل مسرحيته العروض التي تتم خارج المنافسة، ثم يشرف على تنظيم الجمهور في القاعة الزرقاء بدار الثقافة ولد عبد الرحمن كاكي، والذي لا يعرفه يعتقد بأنه مجرد عون أول بسيط، لكن الحقيقة تقول بأنه من أقطاب الحركة المسرحية في مدينة مستغانم مهد المسرح الهاوي في الجزائري وقلعته الأولى. مغامرة جيلالي بوجمعة الأولى مع المسرح بدأت من بوابة التكوين وهو في الأصل متخصص في تدريب الممثلين وتهيئتهم جسديا حتى يكونوا أكثر مرونة في أداء أدوارهم، وبعد سنتين من تأسيس مسرح مستغانم للهواة سنة 1967 على يد الراحل الجيلالي بن عبد الحليم وآخرين، وجد جيلالي بوجمعة نفسه ضمن فرقة فن الخشبة ال

بعد 30 سنة على رحيله: شاعر النشيد الوطني الجزائري مفدي زكريا يعود متمرداً بوجهين

مفدي زكريا مفدي زكريا المعروف بلقب «شاعر الثورة الجزائرية»، عاد ليثير الجدل من جديد بعد ثلاثين سنة على وفاته، في منفاه الاضطراري بتونس. فقد عاد اسمه إلى الواجهة بسبب بتر مقطع من النشيد الوطني الرسمي من كتاب مدرسي، وهو الذي ألفه حين كان في غياهب السجون سنة 1956. الخير شوار ذلك المقطع الخاص بفرنسا اسال حبراً كثيراً وأثار غضباً شديداً منذ اعتماد النشيد قبل الاستقلال، حتى اليوم. وعاد مفدي زكريا إلى الواجهة أيضاً، لأن جائزته الشعرية وهي الأهم في الجزائر اليوم، ستوسع جغرافيتها لتصبح عربية بعد أن كانت مغاربية منذ تأسيسها 1990. فكيف بمقدور شاعر ان يبقى تحريضياً ومؤججاً للغضب بعد ثلاثة عقود على موته؟ أقدم الجوائز الأدبية في الجزائر وأهمها في الشعر على الإطلاق، هي جائزة مفدي زكريا للإبداع الشعري. كانت قد انطلقت مغاربية سنة 1990، واستمرت كذلك لغاية السنة الحالية، عندما نظمت الجهة الوصية عليها، أي جمعية الجاحظية، مهرجانا شعريا كبيرا استمر ثلاثة أيام بين الحادي عشر والثالث عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، دُعي إليه كل الشعراء الفائزين على مدار سبع عشرة دورة كاملة، وعددهم يقار

زهور ونيسي: سيدة بين جسور

زهور ونيسي اختارت السيدة زهور ونيسي أن تحتفل ببلوغها سن السبعين بطريقتها الخاصة، لتصدر رواية بعنوان «جسر للبوح وآخر للحنين»، وهي التي قضت حياتها بين جسرين.. جسر الكتابة الأدبية، وجسر النضال والانخراط في السياسة. الخير شوار ابنة مدينة الجسور (قسنطينة)، لم تقطع صلتها بجسر الكتابة الذي ظلت وفية لها، ليبقى جسرها الأساسي الذي تواصلت من خلاله مع الذين أجبوها وقرؤوا لها، وفي سن متقدمة وبعد رحلة شاقة من جسر إلى آخر جلست في لحظة تأمل طويلة كانت محصلتها رواية «جسر للبوح وآخر للحنين» الصادرة في الثلاثي الأول من هذه السنة عن منشورات زرياب في إطار تظاهرة «الجزائر عاصمة للثقافة العربية»، لكن تلك اللحظة أعادتها سنين طويلة إلى الوراء، إلى سن الطفولة حيث الجسور المعلقة، وقد بقيت هناك موزعة بين جسر للبوح بتفاصيل تلك الرحلة الشاقة، وآخر حنينا إلى تلك الطفولة التي لن تعود. هذه السيدة التي تعتبر من الرائدات، فهي من أوائل نوّاب البرلمان الجزائري من الناس، وأول امرأة حاولت كتابة رواية من خلال عملها «يوميات مدرّسة حرة»، وأول وزيرة في تاريخ الجزائر المستقلة وربما في تاريخ الجزائر قديمه وحديث

المناهج الجزائرية تكرس أدباءها وتتمرد على سطوة المصريين

لم يكن الدخول المدرسي في الجزائر عاديا هذه المرة، فقد كان مصحوبا بجدل في الساحة الأدبية والإعلامية، بسبب المقررات المدرسية للمرحلة الثانوية التي أدخلت عليها تعديلات معتبرة. وأهم تلك التغييرات اعتماد نصوص أدبية لما يسمى بـ"جيل السبعينات" من أمثال واسيني الأعرج، وأحمد منور، وأحمد بودشيشة وغيرهم، والتقليل من وجود الأدباء المصريين الذين كانوا يغزون المقررات بقوة لافتة. ولئن كان مطلب تجديد المناهج ملّحا، فإن اختيار الأسماء كان محور النقاش، بين مؤيد ومعارض ومتحفظ. الخير شوار أصبح تلاميذ السنة النهائية في المرحلة الثانوية بالجزائر، منذ بداية هذه السنة مجبرين على قراءة نصوص لأدباء من جيل السبعينات. وهو الجيل الذي ما زال يثير الجدل ويوصف بأنه ايدلولوجي، وقد بدأ الكتابة والانتشار زمن النظام الاشتراكي في الجزائر، قبل أن تتغير المعطيات، ويسلك كل منهم طريقا مختلفا عن الآخر. فإضافة إلى الكاتب والمترجم الراحل، أبو العيد دودو الذي لا ينتمي إلى نفس الجيل، فإن كل الكتاب الآخرين الذين اعتمدت نصوصهم، هم من تلك الحساسية الادبية، ومنهم واسيني الأعرج، الروائي المعروف الذي ب

«اسمي جميلة» بوحريد.. أعيش بينكم وألتزم الصمت

يعتقد الكثيرون أن جميلة بوحريد، من شهيدات الثورة الجزائرية، لكنها في الحقيقة ما زالت موجودة بيننا، تسكن مدينة الجزائر، بعد حوالي خمسين سنة من صدور حكم الإعدام بحقها. ومع احتفالات ذكرى ثورة الجزائر اخيرا، عادت هذه المناضلة بشكل فني من خلال استعراض شعري ـ موسيقي حمل اسمها. لكن المرأة استمرت صامتة، صمتها المحير، وهي التي كانت أصبحت أكثر نساء الجزائر حضورا في الأدب العربي حتى سمّاها بعضهم «جان دارك العرب».  الخير شوار «اسمي جميلة»، استعراض موسيقي ـ شعري، يتضمن قصائد لشعراء منهم السوريان سليمان العيسى ونزار قباني والسوداني محمد الفيتوري والعراقي بدر شاكر السياب والجزائريان الراحلان صالح باوية وجمال عمراني والشاعر الشاب عبد القادر حميدة، والفكرة للروائي أمين الزاوي وإخراج الشاعر عبد الناصر خلاف. وقد تم عرض العمل في إطار ملتقى حول «الثورة التحريرية الجزائرية في الأدب العربي» الذي انعقد منذ أيام في إطار الاحتفالات بالذكرى 53 للثورة. العرض الذي رافقته موسيقى من إعداد العراقي أحمد مختار، كان بمثابة إدانة للتعذيب الذي مارسه الاستعمار الفرنسي في الجزائر، وقدمه معدوه قائلين: هذا الترك

الكاتب الخيّر شـوّار :على الكُتاب ألا يبيعوا أنفسَهم للشّيطان

قليلون هم الكتّاب الذين يزهدون في الحوارات الصحفية، زهدَ تعفّف لا زهدَ تكبّر، والروائي القاصّ الخير شوار واحد من هؤلاء، كم عرضتُ عليه منذ أربع سنوات حوارا في الإذاعة أو التلفزيون أو في الجرائد!، غير أنه كان في كل مرة يعتذر بالحسنى، لكنه هذه المرة لم يفعل الشيءَ نفسَه، مما أثار اندهاشي، وعندما سألته عن ذلك، قال لي في طفولية حزينة: أحسّ بأنني سأموت قريبا. حاوره: عبد الرزاق بوكبة* نادرة هي الحوارات التي أُجريت معك، وكثيرة هي الحوارات التي أجريتها مع الآخرين، كونك صحفيا أيضا، فهل هو الخوف من السؤال؟ أم الزهد في الظهور؟ · شوف.. هناك بعض الأمور أعيشها، وبعض السلوكات أسلكها، لا أستطيع تبريرها منطقيا، وأحيانا أجلس مع نفسي وإليها، وأطرح عليها السؤال نفسه، فأجدها مثلا تحبّ الجلوس في الأماكن البعيدة والمظلمة، إلا إذا أُرغِمت على ذلك، ما يؤهلني لأن أشاهد كل شيء، دون أن يراني أحد، ثم إنني أحب الألوان الداكنة التي لا تثير الانتباه، معتقدا أن هذا منسجم مع تهربي من هكذا حوارات . لكن ألا ترى أن الكاتب إذا أقدم على نشر ما يكتب، لم يعد ملكَ نفسه، بحيث يصبح من حقّ القراء أن يعرفوا آر

مسرح الموجة.. 30 سنة من الفن مهدد بالنسف

لا يذكر المسرح في مدينة مستغانم بالغرب الجزائري، وهي المدينة التي عرفت بـ"عاصمة مسرح الهواة"، إلا ويذكر معها "مسرح الموجة" الذي أسسه ويديره جيلالي بوجمعة سنة 1978، وما زال يواصل تلك المغامرة إلى الآن. وقد صنع "مسرح الموجة" هذا تاريخا فنيا كبيرا في الجزائر ككل، وهو الذي اتخذ من خمّارة مهجورة مقرا له. وبعد حوالي ثلاثين سنة من العطاء أصبح مبنى "مسرح الموجة" مهددا بالهدم والزوال لدواع "عمرانية" كما يقول المسؤولون المحليون هناك. فهل من سبيل لإنقاذ هذا الإرث المسرحي العريق؟  الخير شوار لا يمكن الحديث عن "مسرح الموجة " بمدينة مستغانم وتاريخه الذي يقارب الثلاثين سنة، بمعزل عن مؤسسه ومنشطه الفنان جيلالي بوجمعة. فقد تخصص جمعة أصلا في التدريب الجسدي للممثلين المسرحيين، وسبق له وان نشط ضمن فرقة "فن الخشبة"، ثم انتقل إلى "مسرح الإشارة" الذي لم يبق فيه طويلا، ليبحث عن فضاء له ويؤسس "مسرح الموجة" سنة 1978، في بيته وبغياب أدنى الإمكانات المادية. وظل "مسرح الموجة" ينشط ويعمل بدون مقر إلى أن

لوكيوس أبو ليوس صاحب الحمار الذهبي.. أول روائي في التاريخ «يبعث» مقاوماً

«لوكيوس أبوليوس»، ابن مدينة مداوروش بالشرق الجزائري والذي عاش زمن الاحتلال الروماني للمنطقة، كتب ما اعتبر «أول رواية في التاريخ» في القرن الثاني للميلاد. هذا الكاتب الذي ظل غائبا عن الثقافة الجزائرية، أو ما أشبه، تجسد أخيرا على خشبة المسرح، لكنه هذه المرة «بعث» عسكريا مقاوما للاحتلال الروماني، على عكس ما تقوله بعض المصادر الغربية، فهل كان الروائي مقاوما فعلا؟ الخير شوار قبل سنوات صدر عن «منشورات الاختلاف» الجزائرية ما اعتبر «أول رواية في التاريخ الإنساني» والتي لم تكن إلا «الحمار الذهبي» لصاحبها «لوكيوس أبوليوس»، المولود في منطقة «مداوروش» بالشرق الجزائري سنة 125م. وكانت هذه الترجمة العربية «الكاملة» الاولى من نوعها لذلك الاثر الأدبي العالمي وقام بها الراحل أبو العيد دودو، بعد محاولة اولى للكاتب الليبي علي فهمي خشيم عنونها بـ»تحولات الجحش الذهبي»، ولم تكن كاملة بشهادته هو نفسه عندما قال انه تجاوز فيها بعض تفاصيل العلاقات الغرامية التي يحتويها ذلك المتن الأدبي. وسبقت هاتان المحاولتان، ولادة نص مسرحي عن «أبوليوس» كتبه الشاعر أحمد حمدي، ونشره مسلسلا في صحيفة «المساء» الجزائرية

جحا الجزائري يعود إلى الخشبة بعد 75 سنة

عرف جحا كشخصية مرحة تصنع الفرح، لكنه ليس كذلك في الثقافة والمسرح الجزائريين؛ فقد عرف عن المجتمع الجزائري بأنه من أقل المجتمعات صناعة للنكتة، ولئن كان جحا حاضرا بقوة في المخيال الشعبي الجزائري وحتى في فنون الأداء ومنها المسرح، فقد تحول مرة إلى فيلسوف، وتحولت حياته مرة أخرى إلى مأساة. الخير شوار نص مسرحية «جحا» التي يعتبرها البعض أول نص مسرحي جزائري خالص في تاريخ المسرح الجزائري والتي كتبت بالدارجة الجزائرية بعد محاولات أخرى بالعربية الفصحى لم تنجح. ذلك النص لم يعد موجوداً، لأن كاتبه ومجسده الفنان الراحل «علالو» أتلفه مع نصوص مسرحية أخرى، وقد اعتزل العمل الفني بعد ذلك. وكأني بالفنان علالو الذي وظّف تلك الشخصية التراثية، قبيل احتفال فرنسا بالذكرى المئوية لاحتلال الجزائر سنة 1930 قد أعدم جحا من خلال إتلاف النص الذي لم تبق منه سوى شذرات يتكلم عنها بعض الدارسين المختصين. واحدة من المسرحيات الجديدة التي عرضت في هذا السياق هي «محاكمة جحا» للكاتب الشريف الأدرع والتي جسدها المخرج أحسن بوبريوة من مسرح «البليري» لقسنطينة مستعملا تقنية الصورة، والتأثيرات التي تبعث بها آلة التصوير وال

أحفاد طارق بن زياد وليمة لأسماك البحر

الحراقة" أخطر الطوائف الانتحارية في الجزائر" «أمنح جسدي لأسماك البحر ولا أتركه لدود القبر» شعار حزين لشبان جزائريين كثر، يتمنون عبور البحر صوب الشاطئ الأوروبي حتى ولو كانت مغامرتهم محفوفة بخطر الموت. فالحلم بالانتقال إلى الضفة الأخرى، الذي اشتعلت جذوته في ثمانينات القرن الماضي، تشكلت حوله مجموعة من الأغنيات والأناشيد والتعابير الكلامية، بحيث اصبحت موروثاً جماعياً، يستحق ان يرصد ويفهم. انهم انتحاريون من نوع آخر، الحزن يجمعهم، ولكن الطرافة ايضا... الخير شوار خرج مؤخراً، فنان الراي الجزائري الشاب مامي من السجن الفرنسي الذي دخله أواخر شهر أكتوبر (تشرين الثاني) الماضي، بتهمة خطف صديقته وإجبارها على الإجهاض. كان الخروج بكفالة مالية معتبرة، وقد أجبر الشاب مامي على البقاء على الأراضي الفرنسية، ولا يغادرها بأي حال من الأحوال. الخبر تناولته كل الصحف الجزائرية في صفحاتها الأولى وتسابقت على إعطاء تفاصيل أدق ومحاولة التميّز عن غيرها. غير أن الفنان الكاريكاتوري عبد الباقي بوخالفة، تناول الموضوع بطريقة خاصة، وقد رسم مجموعة من «الحراقة» يعبرون البحر المتوسط وأحد