التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٥

العودة إلى المنفلوطي

لا أحد من الكُتّاب تقريبا يجرؤ على الاعتراف بأنه تأثّر به، رغم أن قصصه و"رواياته" ما تزال تحقق أرقاما قياسية في المبيعات، إلى درجة أن بعض الناشرين كوّن ثروات "على ظهره"، بعد أن أصبحت كتبه تراثا "مشاعا". مصطفى لطفي المنفلوطي الخير شوار لم يكن يجيد من اللغات إلا العربية، ومع ذلك "ترجم" بعض الروائع الأدبية الفرنسية فأصبحت صياغتها العربية تُنسب إليه، وكان يستعين ببعض أصدقائه العارفين باللغة "الفرنساوية" لفهم السياق العام لتلك القصص ثم يعيد كتابتها بأسلوبه. هو مصطفى لطفي المنفلوطي ذلك الرجل ذي الشارب المعقوف والزي المصري التقليدي الذي أصبح القّراء العرب ينسبون إليه مثلا رواية "ماجدولين" مع أن مؤلفها الأصلي هو الفرنسي ألفونس كار، مثلما نسبوا إليه "بول وفرجينيه" لـ "برناردان دي سان بيار" وأصبحت تعرف بـ"الفضيلة"، فلا أحد يستعيد أحداث تلك القصة دون أن يغالبه الدمع وهو يتابع أطوار قصة الحب تلك التي جمعت الفتى بول بالفتاة فرجيني في جزيرة موريس قرب مدغشقر. نشأ المنفلوطي في بيئة تحتفي بالصنعة ا

المسرح الجزائري و"حزن" اللغة

كانت المسرحية باللغة العربية "الفصحى"، وكان عنوانها "حزن السلطان"، مثلما قدّمتها المنشّطة التي تمنت للحضور سهرة سْعيدة (بتسكين حرف السين).   الخير شوار وبسرعة رُفع الستار وظهر "السلطان" جالسا على عرشه وهو يقول بلغة كاريكاتورية، وأحد حرّاسه يقف عند رأسه يحمل حربة: "كم حياتي حزينة، لن تستطيعون أن تعلموا كم من مليك يتعب في هذه الأريكة، أعرف قواتنا الابتكارية وثرواتنا ورزقنا الموروث، لكن تعب عميق تعب عميق، مثل المحيط، أحكم وأقبض والأيام تمضي والرؤوس تسقط ولا شيء يتحرك، إني حزين، حزين لأني بلا حب، إنني الأمير، الأمير بدون حب". وفجأة يدخل أحد خدمه وينحني ليقبّل يده ويبقي منحنيا، فينطق أحد المشاهدين قائلا بلغة محلية عاصمية: آيا اقتل السلطان يا خي طاعون ياخي.. ياخي قوقوعو يا خي"، وتنفجر القاعة ضحكا وتتسارع الأحداث وسط تثاؤب البعض، لتنتعش القاعة بشكل مفاجئ عندما ينهض أحد الشبّان يرقص بطريقة محلية ليشد إليه الأنظار ويضطر الممثلون لإنهاء "مسرحيتهم" والخيبة تملأ وجوههم. وكان الجمهور في الأصل "يتحمّل" ذلك العرض الممل الذي سب