الخير شوار
لا يملّ الكثير من الجزائريين من مرتادي شبكات التواصل
الاجتماعي من إعادة نسخ صورهم القديمة التي تعود إلى زمن الأبيض والأسود وإعادة
نشرها من جديد، مثلما "يبدعون" في نشر كل ما له علاقة بطفولتهم أو ماضيهم
البعيد نسبيا، من علب حليب "لحظة"، وعلب السجائر مثل
"الأفراز" و"الصافي" و"النسيم"، وعلبة
"الهقار" التي تمثل جماعة من التوارق جالسين وأحدهم واقف، التي تذكّر
بنكتة مفادها أن أحدهم قال إنه لن يقلع عن التدخين حتى يجلس ذلك "التارقي
الواقف"، حتى الأوراق والقطع النقدية على غرار ورقة الخمس دنانير "أنتاع
الثعلب" وورقة العشر دنانير الكبير، أو حتى ورقة الخمسمائة دينار التي سُحبت
بشكل مفاجئ من التداول سنة 1982 وكشفت حينها عن متسولين وفقراء يمتلكون الأكياس
منها. ولا يتردد البعض في نشر روابط من اليوتيوب تمثل مسلسلات ذلك الوقت مثل
"ستارسكي وأتش" والمسلسل الموسيقي الأمريكي "فايم" وغيرها
كثير.
أشكال كثيرة منشورة تملأ الفيسبوك، ربما لا تعرفها الأجيال
الجديدة التي تعتمد لغة "العربيزي" (العربية المكتوبة بالأحرف اللاتينية
والأرقام)، وتشمئز من تلك "الماضوية" المبالغ فيها وتنشر بدوها صورا
مركبة وفيديوهات تعبر عن ثقافتها الجديدة.
هذا هو "تراثنا"الكبير الذي لا نكاد نمتلك
سواه وقد عرضناه بمحض إرادتنا في شبكة "مارك زوكربيغ" واكتشفنا فجأة أنه
يريد الاستحواذ عليه، فإن يستحوذ السيد مارك على "الربعة دورو أنتاع
الكبش" وغيرها فتلكم هي الكارثة.
تعليقات