التخطي إلى المحتوى الرئيسي

من أجل "رقمنة" عاشور شرفي!

قبل سنين قليلة كنت بصدد إعداد بورتريه صحفي عن المناضل الراحل محمد الشريف مساعدية، الذي كان رئيسا لمجلس الأمة، بمعنى كان "الرجل الثاني في الدولة" دستوريا. فصُدمت لأني لم أجد له حينها صورة على شبكة الانترنيت.
عاشور شرفي


الخير شوار
وبعد مرور أكثر من أربع عشرة سنة كاملة على رحيله ما تزال الشبكة ذاتها لا تتوفر إلا على القليل جدا من الصور وبنوعية رديئة جدا لا تصلح للنشر في صحيفة، والقليل أيضا من المعلومات عنه.
هو الفقر المعلوماتي الذي نعاني منه، ولا يمكن أن نحمّله لأحد لأن المشكلة فينا كجزائريين. لقد عجزنا عن بناء قاعدة معلومات نكون منطلقا لأي بحث صحفي أو أكاديمي أو حتى شخصي، وحتى الجرائد التي تعتمد بشكل أساسي على بنوك المعلومات لا توفرها للقارئ، فلا يمكن مثلا أن نعثر على معلومة مفصّلة لواقعة حدثت مثلا سنة 2006 أو 2007، اللهم إلا في أرشيف بعض المدونات الشخصية الذي أصبح كنزا ثمينا في مثل هذه الأحوال، بعيدا عن ثرثرات الفيسبوك التي يبدو انها تذهب نحو النسيان ولا تؤسس لأي لشيء.
وفي هذا الصدد نذكر جهود الكاتب الصحفي عاشور شرفي الذي وهب حياته للبحث والأرشفة وأصدر كتبا وموسوعات قيّمة كثيرة في هذا الجانب، لكن في ظل أزمة التوزيع لم تنتشر قيمتها، فهل من مؤسسة تتكفل بتحويل جهود شرفي مثلا إلى بنك الالكتروني خدمة للأجيال؟
ففي زمن الحديث عن الرقمنة، ما أحوجنا على رقمنة "تراث" عاشور شرفي لنؤسس لكنز معلوماتي خدمة للباحثين وللقرّاء وللحقيقة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لعنة كريستوف كلومب التي أصابت أجيال الجزائريين: كشف الغمّة في تاريخ الشمّة

لم يكن الرحالة المستكشف كريستوف كلومب، وهو يبحث عن طريق غربية نحو الهند، أن اسمه سيرتبط إلى الأبد بأمريكا (العالم الجديد)، وبالتبغ وبـ ''الشمة'' أيضا التي غزت الجزائر منذ قرون، ومازالت تسيطر على عقول الناس عندنا، مثلما سيطر ''القات'' ويسيطر على عقول اليمنيين · عندما اكتشف الرحالة الإسباني من أصل إيطالي كريسوف كلومب القارة الأمريكية، اكتشف معها مادة التبغ التي كان يُعتقد بأنها دواء شافي لبعض الأمراض، ومع بدايات القرن السادس عشر الميلادي بدأت تنتشر عادة استهلاك هذه المادة في شكل سجائر انطلاقا من إسبانيا والبرتغال قبل أن تكتسح السيجارة العالم وتعود من جديد إلى بلد الهنود الحمر في شكلها الجديد· وغير بعيد عن إسبانيا انتشرت في الضفة الجنوبية للمتوسط عادة من نوع آخر·· التبغ لا يحرق في سجل سجائر وإنما تعاد معالجته إضافة إلى مواد أخرى ليوضع في الفم ويسمى ''الشمة''، أو يسحق تماما ليشم على طريقة الكوكايين والهيروين ويسمى في هذه الحالة ''النفة''، ولئن كانت النفة محصورة إلى حد ما لدى فئة محدودة من الناس، فإن شقيقتها الشمة كثير

زوكربيرغ و"الربعة دورو أنتاع الكبش"

الخير شوار لا يملّ الكثير من الجزائريين من مرتادي شبكات التواصل الاجتماعي من إعادة نسخ صورهم القديمة التي تعود إلى زمن الأبيض والأسود وإعادة نشرها من جديد، مثلما "يبدعون" في نشر كل ما له علاقة بطفولتهم أو ماضيهم البعيد نسبيا، من علب حليب "لحظة"، وعلب السجائر مثل "الأفراز" و"الصافي" و"النسيم"، وعلبة "الهقار" التي تمثل جماعة من التوارق جالسين وأحدهم واقف، التي تذكّر بنكتة مفادها أن أحدهم قال إنه لن يقلع عن التدخين حتى يجلس ذلك "التارقي الواقف"، حتى الأوراق والقطع النقدية على غرار ورقة الخمس دنانير "أنتاع الثعلب" وورقة العشر دنانير الكبير، أو حتى ورقة الخمسمائة دينار التي سُحبت بشكل مفاجئ من التداول سنة 1982 وكشفت حينها عن متسولين وفقراء يمتلكون الأكياس منها. ولا يتردد البعض في نشر روابط من اليوتيوب تمثل مسلسلات ذلك الوقت مثل "ستارسكي وأتش" والمسلسل الموسيقي الأمريكي "فايم" وغيرها كثير. أشكال كثيرة منشورة تملأ الفيسبوك، ربما لا تعرفها الأجيال الجديدة التي تعتمد لغة "العربيز

الباحث فوزي سعد الله: الفنانون اليهود غنوا التراث الجزائري الذي كان تراثهم بحكم انتمائهم للجزائر

يرى الباحث فوزي سعد صاحب كتاب ''يهود الجزائر•• مجالس الغناء والطرب'' الصادر حديثا عن منشورات ''قرطبة'' بالجزائر، أن علاقة يهود الجزائر بالغناء المحلي الجزائري، لم تكن طابو، لكنها تحولت إلى ذلك بفعل أسباب تاريخية معقدة، ويرى أن عودة بعض الفنانين اليهود إلى الغناء بعد انقطاع طويل يعود إلى أسباب كثيرة لا تخلو من التجارة، بعد أن أصبح هذا النوع من الغناء موضة في أوروبا، ويؤكد أن ارتباطهم بهذا النوع من الغناء وجداني ولا علاقة له بالسياسة: منتجين وإن نبغ بعضهم حاوره: الخير شوار وأنت الباحث في علاقة يهود الجزائر بـ ''مجالس الطرب'' المحلي، لماذا تحوّل هذا الموضوع إلى طابو؟ هل هي جناية السياسة على الفن؟ علاقة اليهود بمجالس الطرب الجزائرية لم تولد طابو كما تقول، بل تحولت إلى طابو لأسباب تاريخية • اليهود والمسلمون كانوا يغنون مع بعض في نفس المجالس، في نفس الأجواق الموسيقية، في نفس المدارس والجمعيات الموسيقية على غرار ''المطربية'' و''الأندلسية'' و''الجزائرية - الموصلية''، وحتى في جوق الإذاعة