التخطي إلى المحتوى الرئيسي

يسقط كريستيان.. يحيا غوركيف

يوم المقابلة الأخيرة التي جمعت المنتخب الجزائري لكرة القدم بنظيره التنزاني وضعت جريدة وطنية عنوانا ملفتا هو "الخضر على بُعد 90 دقيقة من المونديال"، ويبدو أن واضع العبارة "دخل في حيط" لأن المنتخب ينتظره دور كامل للمجموعات قبل المرور إلى نهائيات روسيا 2018.


الخير شوار
الملفت في الأمر هو أن تلك التسعين دقيقة كانت فاصلة بكل المقاييس وجعلت الشعار ينقلب من "يسقط غوركيف" إلى "يحيا غوركيف"، وتحوّل المدرب الفرنسي من "حابس" لا يعرف شيئا إلى "داهية تاكتيكي".
إنها العقلية التي تعيد إلى أذهاننا ما حدث في أكتوبر 1988 عندما ثار الآلاف من الناس يهتفون بشعار "يسقط الشاذلي (بن جديد)" وبعد أيام من الاحداث ظهر الرئيس في خطاب قصير متلفز وهو في حالة الباكي، وحينها خرج الآلاف في الليلة نفسها عبر مختلف الولايات يهتفون باسمه وباستمراره في الحكم.
والغريب في الأمر أن الذين ثاروا ضد الشاذلي بن جديد كانوا يحنون إلى عصر بومدين وشخصية بومدين ولو كان حينها على قيد الحياة لأعادوه إلى الحكم مباشرة، والذين أشبعوا غوركيف سبابا وانتقادا طالبوا صراحة بعودة المدرب السابق "حليلوزيتش" مع أنه وقبل نجاح الأخير في مونديال 2014 كانوا يطالبون بعودة المدرب الأسبق سعدان. وفي السياسية ما يزال البعض يحلم بعودة الرئيس الأسبق اليامين زروال مع أنه في وقته كان الكثير يحلم بعودة الشادلي إلى الحكم.

هي حالة التفكير بـ"أثر رجعي" التي تحكمنا حيث تنعدم فيها الرؤيا إلى الأمام وما ينجر عن ذلك من خيبات وصدمات.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لعنة كريستوف كلومب التي أصابت أجيال الجزائريين: كشف الغمّة في تاريخ الشمّة

لم يكن الرحالة المستكشف كريستوف كلومب، وهو يبحث عن طريق غربية نحو الهند، أن اسمه سيرتبط إلى الأبد بأمريكا (العالم الجديد)، وبالتبغ وبـ ''الشمة'' أيضا التي غزت الجزائر منذ قرون، ومازالت تسيطر على عقول الناس عندنا، مثلما سيطر ''القات'' ويسيطر على عقول اليمنيين · عندما اكتشف الرحالة الإسباني من أصل إيطالي كريسوف كلومب القارة الأمريكية، اكتشف معها مادة التبغ التي كان يُعتقد بأنها دواء شافي لبعض الأمراض، ومع بدايات القرن السادس عشر الميلادي بدأت تنتشر عادة استهلاك هذه المادة في شكل سجائر انطلاقا من إسبانيا والبرتغال قبل أن تكتسح السيجارة العالم وتعود من جديد إلى بلد الهنود الحمر في شكلها الجديد· وغير بعيد عن إسبانيا انتشرت في الضفة الجنوبية للمتوسط عادة من نوع آخر·· التبغ لا يحرق في سجل سجائر وإنما تعاد معالجته إضافة إلى مواد أخرى ليوضع في الفم ويسمى ''الشمة''، أو يسحق تماما ليشم على طريقة الكوكايين والهيروين ويسمى في هذه الحالة ''النفة''، ولئن كانت النفة محصورة إلى حد ما لدى فئة محدودة من الناس، فإن شقيقتها الشمة كثير

زوكربيرغ و"الربعة دورو أنتاع الكبش"

الخير شوار لا يملّ الكثير من الجزائريين من مرتادي شبكات التواصل الاجتماعي من إعادة نسخ صورهم القديمة التي تعود إلى زمن الأبيض والأسود وإعادة نشرها من جديد، مثلما "يبدعون" في نشر كل ما له علاقة بطفولتهم أو ماضيهم البعيد نسبيا، من علب حليب "لحظة"، وعلب السجائر مثل "الأفراز" و"الصافي" و"النسيم"، وعلبة "الهقار" التي تمثل جماعة من التوارق جالسين وأحدهم واقف، التي تذكّر بنكتة مفادها أن أحدهم قال إنه لن يقلع عن التدخين حتى يجلس ذلك "التارقي الواقف"، حتى الأوراق والقطع النقدية على غرار ورقة الخمس دنانير "أنتاع الثعلب" وورقة العشر دنانير الكبير، أو حتى ورقة الخمسمائة دينار التي سُحبت بشكل مفاجئ من التداول سنة 1982 وكشفت حينها عن متسولين وفقراء يمتلكون الأكياس منها. ولا يتردد البعض في نشر روابط من اليوتيوب تمثل مسلسلات ذلك الوقت مثل "ستارسكي وأتش" والمسلسل الموسيقي الأمريكي "فايم" وغيرها كثير. أشكال كثيرة منشورة تملأ الفيسبوك، ربما لا تعرفها الأجيال الجديدة التي تعتمد لغة "العربيز

الباحث فوزي سعد الله: الفنانون اليهود غنوا التراث الجزائري الذي كان تراثهم بحكم انتمائهم للجزائر

يرى الباحث فوزي سعد صاحب كتاب ''يهود الجزائر•• مجالس الغناء والطرب'' الصادر حديثا عن منشورات ''قرطبة'' بالجزائر، أن علاقة يهود الجزائر بالغناء المحلي الجزائري، لم تكن طابو، لكنها تحولت إلى ذلك بفعل أسباب تاريخية معقدة، ويرى أن عودة بعض الفنانين اليهود إلى الغناء بعد انقطاع طويل يعود إلى أسباب كثيرة لا تخلو من التجارة، بعد أن أصبح هذا النوع من الغناء موضة في أوروبا، ويؤكد أن ارتباطهم بهذا النوع من الغناء وجداني ولا علاقة له بالسياسة: منتجين وإن نبغ بعضهم حاوره: الخير شوار وأنت الباحث في علاقة يهود الجزائر بـ ''مجالس الطرب'' المحلي، لماذا تحوّل هذا الموضوع إلى طابو؟ هل هي جناية السياسة على الفن؟ علاقة اليهود بمجالس الطرب الجزائرية لم تولد طابو كما تقول، بل تحولت إلى طابو لأسباب تاريخية • اليهود والمسلمون كانوا يغنون مع بعض في نفس المجالس، في نفس الأجواق الموسيقية، في نفس المدارس والجمعيات الموسيقية على غرار ''المطربية'' و''الأندلسية'' و''الجزائرية - الموصلية''، وحتى في جوق الإذاعة