لا يملّ المفكر الجزائري، مالك شبل، من التبشير
بإسلام التنوير الذي أصبح أحد أشهر منظريه في أوربا، مقابل ”إسلام العنف” الذي لبس
لباس الإيديولوجية، ويراه قد أساء للدين وللناس أكثر مما خدمهم، ولا يتردد في المطالبة
بإعادة فتح باب الاجتهاد من جديد.
الخير شوار
”بيان من أجل إسلام التنوير”، ”سبعة وعشرون مقترحاً
لإصلاح الإسلام”، ”الإسلام والعقل.. معركة الأفكار”، ”الإسلام مشروحا من قبل مالك شبل”،
هي كتب متعددة لمؤلف واحد، وهو المفكر الجزائري المقيم بفرنسا مالك شبل، وفي سبيل هدف
واحد وهو ”إسلام التنوير”، الذي آمن به وسخّر له كل مجهوداته الأكاديمية وحياته العلمية
والفكرية.
ويذهب مالك شبل إلى هذه المعركة الكبيرة، وهو محمل
بترسانة ضخمة من المعارف الإنسانية ومناهج البحث المتجددة، وهو الذي درس الفقه واللغة
العربية والتحليل النفسي والفلسفة، قادما من مسقط رأسه بسكيكدة التي ولد بها سنة
1953 إلى مختلف جامعات العالم من فرنسا إلى بلجيكا والولايات المتحدة الأمريكية وتونس
والمملكة المغربية.
وبمنهجه العلمي التاريخي، يفصل مالك شبل بين الإسلام
والمسلمين، بين الدين كما جاء في نصوصه المؤسسة الأولى وبين الممارسة الدينية التي
تحوّلت إلى إيديولوجيات أرثذوكسية مغلقة على نفسها، وشيئا فشيئا أصبحت عبئا على الإسلام
نفسه، وأساءت له من حيث أرادت خدمته أو هكذا حاول أصحابها أن يصوروا ذلك للناس.
وحتى نتجاوز الإيديولوجيا القاتلة والعودة إلى تعاليم
الدين الأولى، يقترح المفكر مالك شبل ضرورة فتح باب الاجتهاد الذي أغلق بقرار سياسي
منذ قرون، ولا ينتظر هذا المفكر قرارا سياسيا جديدا من أجل الاجتهاد، بل يبادر بطريقته
الخاصة، فيؤلف الكتب ويلقي المحاضرات ولا يتوانى في فتح النقاش تلو الآخر مع من يهمّهم
الأمر حتى يتفق من جديد إسلام التنوير الذي آمن به.
ولأن العودة إلى النصوص التأسيسية يراها مالك شبل
ضرورية، فإن ذلك لن يتم في ظل المعطيات الأكاديمية المعاصرة إلا بالتسلح بمختلف المناهج
العلمية، من علم اجتماع وأنثروبولوجيا وعلم أديان مقارن، وغيرها من العلوم الاجتماعية
التي يرى ضرورة أن تنفتح الجامعات العربية عليها بفتح كليات ومعاهد لتدريسها ودراستها.
تعليقات