التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠٠٨

الروائي الجزائري الطاهر وطار: راهب في «دير الجاحظ»

الطاهر وطار في إحدى بنايات شارع يحمل اسم الكاتب الجزائري الشهيد أحمد رضا حوحو، الذي يتقاطع مع شارع فيكتور هيغو، يجلس الروائي الطاهر وطار، في «مقام»، «يحج» إليه الناس من كل فج، وهو الكاتب الذي اتخذ له مزارا إلكترونيا منذ سنين زيادة على مزاره الواقعي في ذلك «الدير الثقافي»، الذي يسمى «الجاحظية». الخير شوار بجانب ما يسميه الطاهر وطار «الوكر الثقافي»، وغير بعيد عن مكتبة الشاعر الذي اغتيل في ظروف غامضة منتصف تسعينيات القرن الماضي يوسف سبتي (وهو بالمناسبة بطل رواية وطار «الشمعة والدهاليز») يجلس الطاهر وطار الذي يحب أن يناديه الناس بـ«عمي الطاهر» بعيدا عن ألقاب الأستاذية المعروفة التي لا يحبها، في ما يشبه الطالون اليومي الذي يبتدئ في ساعة مبكرة من الصباح وينتهي مساء ليمتطي سيارته الصغيرة ويسوقها بخفة الشباب قاصدا بيته قرب أعالي حي حيدرة، وقبل ذلك يناقش مختلف القضايا السياسية والاجتماعية والتاريخية، وحتى الأسطورية مع جلسائه الذين يأتون إليه من الجزائر وخارجها، حتى أصبح «ديره» من الأماكن التي تشد إليها الرحال عند زيارة أي فنان أو كاتب إلى مدينة الجزائر، وفي مقامه ذاك، يناقش عمي الطاهر

حقيقة اختفاء الكاتبات الجزائريات

لافت عدد الأديبات الجزائريات اللواتي ظهرن في الساحة الثقافية، وبشرن بمستقبل واعد، ثم اختفين فجأة ولم يعد لهن من ذكر. قليلات فقط هن اللواتي اكملن الطريق وغالبيتهن كان لهن حظ الخروج من البلاد، حيث وجدن انطلاقتهن وشهرتهن ايضا. لماذا الكاتبات، وهل للأنثى الأديبة خصوصية تختلف عن زميلها الأديب في الجزائر؟ الخير شوار زكية علاّل، كاتبة صدرت لها في المدة الأخيرة مجموعة قصصية بعنوان يحمل أكثر من دلالة هو «لعنة المنفى». وقد كتبت بعض الصحف المحلية تقدم المجموعة القصصية تلك، وأعتقد الكثير من الكتاب اليانعين، أن الأديبة حديثة العهد وتنتمي إلى موجة الكتابة الجديدة لكاتبات دون العشرين من العمر، وهي الحساسية التي يمكن تسميتها «جيل 11 سبتمبر (أيلول)»، الجيل المعولم الذي نشأ مع الشبكة العنكبوتية العالمية، ولا يعترف بالحدود الجغرافية. لكن الضليعين بعالم الأدب الجزائري، يدركون أن الكاتبة زكية علال، إنما تنتمي إلى ما قبل جيل 5 أكتوبر (تشرين الأول) 1988. القارئ غير العارف يعتقد أن المنفى الذي قصدته الكاتبة هو الخارجي المعروف، لكنها جاءت من منفى آخر، هو الداخلي الذي بقيت فيه سنين طويلة بعد أن صدرت لها